للأسف كلنا بنقع في خطأ إننا بنتقد الحكومة والبلد بدون ما بنبص لنفسنا والمجتمع اللي حوالينا، بس ما تيجي نسأل نفسنا سؤال: هي الحكومة دي جت منين؟ أكيد جت من المجتمع اللي إحنا عايشين فيه سيبك من الكلمتين الإنشا بتوع تدهور المجتمع وانحطاط مستوي القيم وكل الهلمة دي، وتعال بص حواليك هتلاقي الآتي: بنزعم أننا مجتمع وحدة وطنية بينما يحدث العكس تماما، وأصبح عندنا نوع غريب من الكره للطرف التاني، أسكن بجوار كنيسة، ودائما ما تضرب أجراسها بسبب وبدون سبب، علي حد علمي تضرب الأجراس يوم الأحد وبعض المناسبات الأخري، لكن مش كل يوم علي الأقل 4 مرات، أنا انزعاجي مش من جرس الكنيسة كرمز ديني، لكن منزعج من حجم الضوضاء الحادثة، كأن اللي بيدق الجرس بيطلع لسانه لأي واحد عايز ينام في هدوء، زي بالضبط أما آجي اعترض علي صوت مؤذن لا يمت بعلاقة لحلاوة ونداوة الصوت المطلوبتين بالمناسبة أنا من عشاق الأذان المصري بصوت الشيخ مصطفي إسماعيل ، تيجي بقي سعادتك تشوف ردود الأفعال علي اللي أنا قلته، فبينما تكون قد اتهمت بالزندقة، لما بتهاجم صوت مؤذن وحش، فإن النصاري بتوع الكنيسة استقووا من ساعة ما الحكومة سابتهم، طبعا ده رد الأخوة اللي بالنسبة لهم الدين من ضمن شعائره كره الآخر، بنفس الطريقة تجد قطاعا كبيرا من المسيحيين في الجانب الآخر. يا أخوانا والله أنا مستعد أحلف إن أي شخص متذوق للموسيقي سيطرب بأصوات بعض المؤذنين كالشيخ مصطفي إسماعيل مثلا، وكذلك سيطرب ببعض الترانيم الكنسية وربما قد يكون استمع لبعض الترانيم الخاصة بفيروز من غير ما يعرف أنها ترانيم كنسية! صديق عزيز كنت بتناقش معاه إننا هانهاجر مع بعض لما نتخرج، لقيت نفسي بقول له: طب ماحنا لازم نرجع، أصحابنا وأهلنا وناسنا هنا، أنا اللي ماكانش فارق معايا بدأت اكتشف الحقيقة دي في نفسي!، للأسف مش عارف استغني عن البلد دي، لكن في نفس الوقت البلد دي بقت بتخنق، مليون ومليون مظهر يومي يخليك تكره حياتك، بلاش السياسة، خليك في الناس، قيم الاستهتار واللامبالاة والمشي في سير القطيع