رؤية سياسية إسرائيل تخدع العالم مازالت اسرائيل تواصل خداعها للعالم باسره من خلال سياستها وحديثهم الدائم عن رغبتها في تحقيق السلام مع الفلسطينيين ومع دول المنطقة والادعاء في كل مناسبة انها تمد يدها بالسلام وفي الحقيقة فإنها تفعل العكس والدليل علي ذلك ان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو استبق بدء المباحثات المباشرة بتأكيده لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن حكومته لا تعتزم تمديد فترة الحظر المؤقت للنشاطات الاستيطانية والتي تنتهي بنهاية الشهر الحالي. واجدني في هذه الاثناء ارجع بذاكرتي الي ثلاثة اعوام مضت واتذكر مافعله الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في انابوليس بماريلاند عام 2007عندما حاول في مسعاه بدء مفاوضات سلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ولكنه فشل. وها هو الرئيس الامريكي باراك اوباما يمارس ضغطا شخصيا علي الجانبين لاستئناف المحادثات المباشرة هذا الاسبوع لكن اخشي ما اخشاه ان تتحطم هذه الآمال كما تحطمت سابقتها امام صلف وتعنت ومراوغة اسرائيل التي اصرت علي بدء المفاوضات دون شروط مسبقة. ؟ويعلم الجميع ان الهدف من المفاوضات المباشرة بين عباس ونتنياهو هو نفسه هدف الجولة الاخيرة من المحادثات التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة في انابوليس وهو التوصل لاتفاق لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش في سلام الي جانب اسرائيل. ورغم أن الرئيسين الجمهوري جورج بوش والديمقراطي بيل كلينتون قاما ايضا بمحاولتين لجمع الاسرائيليين والفلسطينيين علي مائدة التفاوض فقد جاءت هاتان المحاولتان قبيل انتهاء فترة الرئاسة الثانية لكل منهما أي في توقيت يجنبهما الخطر في حالة حدوث رد فعل سياسي عنيف في الداخل. أما اوباما فيجازف كثيراً بتبني القضية قبيل التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل وحملته المحتملة لخوض انتخابات الرئاسة عام 2012 في مواجهة معارضة جمهورية نشطة داعمة بقوة لاسرائيل. ويبدو ان الظروف الحالية التي تجري فيها المفاوضات تعد اصعب من الظروف السابقة خاصة فعباس الذي مثل الفلسطينيين في مؤتمر انابوليس عام 2007 وجه مألوف في مفاوضات السلام يصل الي واشنطن هذه المرة اضعف سياسيا من قبل وهو ما قد يعقد العملية. وعباس اليوم بات في موقف صعب قد يمنعه من تقديم اي تنازلات سريعة لاسرائيل خاصة بشأن قضية المستوطنات اليهودية المقامة علي اراض محتلة بالضفة الغربية في ظل افتقار سلطته الفلسطينية للسيولة وسعي حركته فتح للاحتفاظ بنفوذها أمام حماس التي تسيطر علي غزة منذ عام 2007 اما عن الوضع الاسرائيلي فيأتي نتنياهو الي المحادثات بصورة رجل قوي يرأس ائتلافاً يمينياً يدعم حق اسرائيل في توسيع المستوطنات اليهودية علي اراضي الضفة الغربية التي احتلتها في حرب عام 1967. لكن قضية المستوطنات محفوفة بالمخاطر بالنسبة لنتنياهو الذي تراجعت علاقته بالولاياتالمتحدة بشدة هذا العام وسط خلاف علي خطط الاستيطان المستقبلية. ومن المفترض أن الإطار الذي تم التوصل إليه في عملية انابوليس ربما لا يزال قابلاً للتطبيق، ويشمل هذا الاطار خيارات لمبادلة الارض والاشراف الدولي علي المواقع المقدسة المضطربة في القدس وضمانات من حلف شمال الاطلسي بأمن حدود اسرائيل خاصة في ظل تراجع العنف وتباطؤ وتيرة النشاط الاستيطاني وزيادة القبول بحل الدولتين كأسباب ممكنة للتفاؤل. ويظل الواقع الصعب للصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي تحركه عقود من الشك لا يزال كما هو كما انه من غير الواضح إن كانت ضغوط اوباما ستكفي للتغلب علي العقبات السياسية التي تواجه كلاً من نتنياهو وعباس. [email protected]