تسعى أجهزة محافظة القاهرة، لتخفيف الزحام المرورى الذى أصبح سمة واضحة فى كل شوارعها وميادينها ويتمثل السعى فى ضخ دفعات جديدة من أتوبيسات النقل العام تعمل بالغاز الطبيعى للشوارع، بدلا من المتهالكة التى تتعطل من أن لأخر، كما تسعى المحافظة للتوسع أيضا فى إنشاء الجراجات المتعددة الطوابق. كان جلال السعيد محافظ القاهرة، قد أعلن مؤخرا، أن التوسع فى إقامة الجراجات متعددة الطوابق بمعظم مواقع وأحياء القاهرة، يأتى كأحد المحاور الهامة التي تتبعها المحافظة فى استراتيجيتها للقضاء على مشكلة التكدس المرورى بالعاصمة، حيث تشرع المحافظة فى إقامة جراج "روكسى" مع طرح إقامة جراج آخر جديد متعدد الطوابق تحت سطح الأرض بمنطقة الشيراتون بالقرب من مطار القاهرة. كما شارفت أجهزة المحافظة على الانتهاء من مشروع جراج التحرير، والذى سيقضى على الزحام والانتظار الخاطئ بمنطقة وسط العاصمة. وهو ما أكده ياسين عبدالبارى، رئيس حى غرب القاهرة، فى تصريحات ل"بوابة الأهرام"، لافتا إلى أن افتتاحه سيتم خلال الفترة القليلة المقبلة، وسيحقق هو الأخر ضبط مرورى وحل نهائى ومتحضر لمشكلة الانتظار الخاطئ بمنطقة وسط العاصمة، مشيرا إلى أنه فور الانتهاء من الأعمال الأخيرة منه، سيتم تسليمه لإحدى الشركات لإدارته. كما يتزامن معه ويلاحقه تطوير شامل لميدان التحرير، وإعادة تخطيط مرورى لمداخل ومخارج الشوارع المحيطة به، وكذلك تنفيذ اللمسات التجميلية والتنسيقية للميدان، من خلال إعادة تجميل وتأهيل ودهان واجهات العقارات المطلة عليه ذات الطابع المعمارى المتميز ومبنى مجمع التحرير، مع رفع كفاءة التشجير والتجميل بعدة مناطق بالميدان. يذكر أن جراج "التحرير"، كان سيفتتح بالتزامن مع احتفالات أكتوبر الشهر الماضى، ولكن وجود بعض العقبات عطل هذا الافتتاح، وجار العمل على حلها، حيث لفت محافظ القاهرة، فى أحد اجتماعاته الدورية بالصحفيين، إلى وجود بعض المياه الجوفية فيه، نظرا لقربه من كورنيش النيل. تقيم محافظة القاهرة جراج التحرير، على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم أربعة طوابق تحت الأرض تتسع لعدد 1700 سيارة ، بالإضافة إلى جراج خاص يسع 24 أتوبيسا سياحيا، ويتولى تنفيذه شركة المقاولين العرب. وسيعمل الجراج، بجانب جراج عمر مكرم، والذى تم افتتاحه منذ سنوات ويعمل بكافة طاقته ويسع لعدد 700 سيارة، حيث قاربت تكلفة مشروعي جراجى التحرير وعمر مكرم المليار جنيها، وفقا لتصريحات محافظ القاهرة، وبمجرد افتتاح جراج التحرير ودخوله الخدمة سوف يساهم بصورة فعالة في تحسين منظومة المرور بالمنطقة المحيطة بالميدان حيث سيتم فرض القانون داخل الميدان من خلال شرطة المرور ومنع الانتظار الخاطئ نهائياَ. فى سياق متصل، سألنا المواطنين عما إذا كان التوسع فى إنشاء مثل هذه الجراجات سيساهم فى حل أزمة المرور بالعاصمة، حيث قال كرم حسام، إنه لم يسمع عن هذه المشروعات أصلا. أما شريف يحيى، أحد المواطنين بحى الزيتون، فأكد ل"بوابة الأهرام"، أن تلك الجراجات يقتصر إنشاؤها على المناطق الراقية بالعاصمة، أما نظيرتها العشوائية والشعبية فهى محرومة من تلك المشروعات، رغم ما تعج به شوارعها من فوضى وإهمال من قبل المسئولين. "لا أعتقدأنها هتحل أزمة المرور كما يدعى محافظ القاهرة"، عبارة ذكرتها داليا مصطفى، أحد قاطنى حى مصر الجديدة وإحدى المهندسات العاملات فى مجال الإنشاءات، لافتة إلى أن أزمة المرور بالقاهرة أصبحت معقدة، وتزداد سوءا يوما بعد يوم، وهى بحاجة لخطة محكمة من قبل أجهزة عدة وعلى رأسها إدارة المرور بوزارة الداخلية، كما أن الجراجات متعددة الطوابق تكلف الدولة الكثير، ولا يمكن إنشاؤها فى المناطق الفقيرة، رغم أنها الأكثر زحاما وفوضى وعشوائية فى تهالك الطرق والاختناقات المرورية اليومية، كمناطق دار السلام وجسر السويس والسلام والزيتون وغيرها. يذكر أن جراج"روكسى" الذى تشرع المحافظة فى إنشائه بمنطقة مصر الجديدة، يسع لأكثر من 1000 سيارة ، كما جارٍ الآن دارسة أكثر من 8 مواقع مقترحة بمناطق القاهرة الأربعة(الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية)، لإنشاء جراجات فوق سطح الأرض ووفق نظم إلكترونية حديثة، لإخراج وإدخال السيارات بسهولة بهدف تحقيق السيولة المرورية في شوارع وميادين القاهرة من خلال استيعاب أكبر عدد ممكن من السيارات ، ومنع ظاهرة الانتظار الخاطئ نهائياَ. وقد أنهت محافظة القاهرة أعمال نقل وتحويل المرافق بكامل المساحة المخصصة لإقامة الجراج والتى تصل ل 9000 م2، ويعد هذا المشروع ثانى الجراجات متعددة الطوابق التى تقيمها المحافظة بعد جراج التحرير، و سيتم إنشاؤه وإدارته أتوماتيكياَ -دون الاعتماد على العنصر البشرى- بنظام حق الانتفاع B.O.T لمدة 25 عاما بمنطقة روكسى بمصر الجديدة. وأكد محافظ القاهرة، بأن هذا الجراج يعد أحد المشروعات القومية والاستثمارية العملاقة ، ويسع ل 1700 سيارة بتكلفة تتراوح بين (150 200 مليون جنيه ) ، ويأتى على مرحلتين (الأولى ) سيتم الانتهاء منها خلال 15 شهرا من الآن، بمساحات تسع ل 1000 سيارة، وانطلقت بالفعل أعمال الحفر بعمق 28 م. ثم تأتى المرحلة الثانية متداخلة مع الأولى وليس بعد الانتهاء منها، حرصا من الاستشاريين والشركة المنفذة على عدم التأثير على السيولة المرورية بالشوارع المحيطة بسبب أعمال الحفر أوغلق الشوارع. يتكون الجراج، من أربعة طوابق تحت سطح الأرض، ويدار آليا وفق أحدث الأنظمة الإلكترونية، والسلامة البيئية والأمان كنموذج لأول جراج من نوعه بمصر ويحقق زيادة فى الانسياب المرورى بجميع الشوارع المحيطة بمنطقة مصر الجديدة، والذى تم اختيارها كموقع صائب للمشروع، نظرا لما تشهده من كثافة فى الأنشطة والمراكز التجارية والسكانية ، ويحقق أيضا استعادة الوجه الحضارى والجمالى لمصر الجديدة كأحد الأحياء الراقية بالعاصمة، مع تحقيق الاستغلال الأمثل لمساحة المشروع فوق سطح الأرض بتخصيصها كمسطحات خضراء وإنشاء ممرات خاصة لحركة المشاة ومداخل ومخارج الجراج ، بالإضافة إلى إقامة موقف حضارى لسيارات المينى باص يسع ل 20 سيارة.