تسعى أجهزة محافظة القاهرة، لتخفيف الزحام المرورى، الذي أصبح سمة واضحة في كل شوارعها وميادينها، ويتمثل السعي في ضخ دفعات جديدة من أتوبيسات النقل العام، تعمل بالغاز الطبيعي في الشوارع بدلًا من المتهالكة، التي تتعطل من آن لآخر. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، هل يقل الزحام مع التوسع أيضًا فى إنشاء الجراجات المتعددة الطوابق؟ كان جلال السعيد، محافظ القاهرة، قد أعلن مؤخرًا، أن التوسع في إقامة الجراجات متعددة الطوابق، بمعظم مواقع وأحياء القاهرة، كأحد المحاور الهامة التي تتبعها المحافظة في استراتيجيتها للقضاء على مشكلة التكدس المرورى بالعاصمة، حيث تشرع المحافظة في إقامة جراج "روكسى"، مع طرح إقامة جراج آخر جديد متعدد الطوابق تحت سطح الأرض، بمنطقة الشيراتون بالقرب من مطار القاهرة. ومن المتوقع أن يتسع لأكثر من 1000 سيارة، وجارٍ الآن دارسة أكثر من 8 مواقع مقترحة بمناطق القاهرة الأربعة (الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية)، لإنشاء جراجات فوق سطح الأرض، ووفق نظم الكترونية حديثة، لإخراج وإدخال السيارات بسهولة، بهدف تحقيق السيولة المرورية في شوارع وميادين القاهرة، من خلال استيعاب أكبر عدد ممكن من السيارات، ومنع ظاهرة الانتظار الخاطئ نهائيًا. أما جراج "روكسى" فقد أنهت محافظة القاهرة أعمال نقل وتحويل المرافق بكامل المساحة المخصصة، لإقامة الجراج والتي تصل ل 9000 م2، ويعد هذا المشروع ثاني الجراجات متعددة الطوابق التى تقيمها المحافظة بعد جراج التحرير، وسيتم إنشاؤه وإدارته أتوماتيكيًا (دون الاعتماد على العنصر البشري )، بنظام حق الانتفاع B.O.T، لمدة 25 عامًا بمنطقة روكسي بمصر الجديدة. وأكد محافظ القاهرة، أن هذا الجراج يُعد أحد المشروعات القومية والاستثمارية العملاقة، ويسع ل 1700 سيارة، بتكلفة تتراوح بين (150- 200 مليون جنيه)، ويأتي على مرحلتين (الأولى) سيتم الانتهاء منها خلال 15 شهرًا من الآن، بمساحات تسع ل 1000 سيارة، وانطلقت بالفعل أعمال الحفر بعمق 28 مترًا. ثم تأتي المرحلة الثانية متداخلة مع الأولى وليس بعد الانتهاء منها، حرصًا من الاستشاريين والشركة المنفذة على عدم التأثير على السيولة المرورية بالشوارع المحيطة، بسبب أعمال الحفر أو غلق الشوارع. يتكون الجراج، من أربعة طوابق تحت سطح الأرض، ويدار آليًا وفق أحدث الأنظمة الإلكترونية والسلامة البيئية والأمان، كنموذج لأول جراج من نوعه بمصر، ويحقق زيادة في الانسياب المروري بجميع الشوارع المحيطة بمنطقة مصر الجديدة، والذي تم اختيارها كموقع صائب للمشروع، نظرًا لما تشهده من كثافة في الأنشطة والمراكز التجارية والسكانية، ويحقق أيضًا استعادة الوجه الحضارى والجمالى لمصر الجديدة، كأحد الأحياء الراقية بالعاصمة، مع تحقيق الاستغلال الأمثل لمساحة المشروع فوق سطح الأرض، بتخصيصها كمسطحات خضراء، وإنشاء ممرات خاصة لحركة المشاة ومداخل ومخارج الجراج، بالإضافة إلى إقامة موقف حضاري لسيارات المينى باص يسع ل 20 سيارة. وبالنسبة لجراج "التحرير"، فقد أعلن المحافظ ياسين عبدالباري، رئيس حي غرب القاهرة، فى تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن افتتاحه سيتم خلال الفترة القليلة المقبلة، وسيحقق هو الآخر ضبطًا مروريًا وحلاً نهائيًا ومتحضرًا لمشكلة الانتظار الخاطئ بمنطقة وسط العاصمة، لافتًا إلى أنه فور الانتهاء من الأعمال الأخيرة منه، سيتم تسليمه لإحدى الشركات لإدارته. كما يتزامن معه ويلاحقه تطوير شامل لميدان التحرير، وإعادة تخطيط مرورى لمداخل ومخارج الشوارع المحيطة به، وكذلك تنفيذ اللمسات التجميلية والتنسيقية للميدان، من خلال إعادة تجميل وتأهيل ودهان واجهات العقارات المطلة عليه، ذات الطابع المعماري المتميز ومبنى مجمع التحرير، مع رفع كفاءة التشجير والتجميل بعدة مناطق بالميدان . يُذكر أن جراج "التحرير"، كان سيفتتح بالتزامن مع احتفالات أكتوبر الشهر الماضي، ولكن وجود بعض العقبات عطل هذا الافتتاح، وجارٍ العمل على حلها، حيث أكد محافظ القاهرة، وجود بعض المياه الجوفية فيه، نظرًا لقربه من كورنيش النيل. وتقيم محافظة القاهرة جراج التحرير، على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم أربعة طوابق تحت الأرض تتسع لعدد 1700 سيارة، بالإضافة إلى جراج خاص يسع 24 أتوبيسًا سياحيًا، ويتولى تنفيذه شركة المقاولين العرب. وسيعمل الجراج، بجانب جراج عمر مكرم، والذي تم افتتاحه منذ سنوات ويعمل بكافة طاقته ويسع عدد 700 سيارة، حيث قاربت تكلفة مشروعي جراجى التحرير وعمر مكرم المليار جنيه، وفقًا لتصريحات محافظ القاهرة، وبمجرد افتتاح جراج التحرير ودخوله الخدمة، سوف يساهم بصورة فعالة في تحسين منظومة المرور بالمنطقة المحيطة بالميدان، حيث سيتم فرض القانون داخل الميدان من خلال شرطة المرور، ومنع الانتظار الخاطئ نهائيًا. فى سياق متصل، سألنا المواطنين عما إذا كان التوسع فى إنشاء مثل هذه الجراجات سيساهم في حل أزمة المرور بالعاصمة، حيث قال كرم حسام، إنه لم يسمع عن هذه المشروعات. أما شريف يحيى، أحد المواطنين بحى الزيتون، فأكد ل"بوابة الأهرام"، أن تلك الجراجات يقتصر إنشاؤها على المناطق الراقية بالعاصمة، أما نظيرتها العشوائية والشعبية فهي محرومة من تلك المشروعات، رغم ما تعج به شوارعها من فوضى وإهمال من قبل المسئولين. "معتقدتش إنها هتحل أزمة المرور كما يدعى محافظ القاهرة".. عبارة ذكرتها داليا مصطفى، إحدى قاطنات حى مصر الجديدة وإحدى المهندسات العاملات فى مجال الإنشاءات لافتة إلى أن أزمة المرور بالقاهرة أصبحت معقدة، وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وهي بحاجة لخطة محكمة من قبل أجهزة عدة، وعلى رأسها إدارة المرور بوزارة الداخلية، كما أن الجراجات متعددة الطوابق تكلف الدولة الكثير، ولا يمكن إنشاؤها فى المناطق الفقيرة، رغم أنها الأكثر زحامًا وفوضى وعشوائية فى تهالك الطرق والاختناقات المرورية اليومية، كمناطق دار السلام وجسر السويس والسلام والزيتون وغيرها. يذكر أن عبدالقوى خليفة، محافظ القاهرة الأسبق، قد شكل لجنة "حكماء" لهندسة الطرق وتنظيم المرور بالعاصمة، إبان توليه منصب المحافظ عقب ثورة يناير، وتهدف اللجنة المشكلة من خبراء هندسة الطرق والمرور إلى حل أزمة المرور بشوارع القاهرة، ولكننا سألنا عن كيان اللجنة حاليًا، فأكد أحد المسئولين التنفيذيين بالمحافظة، أن الكيان غير موجود حاليًا، وتقريبًا ذهبت اللجنة مع ترك المحافظ منصبه.