كان من يقفون مع الطرف الآخر من البر المصري، يتندرون علي حديث رئيس الجمهورية لإحدي قنوات التليفزيون الأجنبية، حين سألته المندوبة عن نتائج زيارته لإحدي الدول، أظنها البرازيل، فاكتفي بالقول : اليوم نزرع .. وغداً نحصد . اشفقت علي الرئيس مرسي حينئذ من ردود أفعال هذه الصيغة المقتضبة من الرد، ولا انكر انني كنت من المتحفظين علي الرد الرئاسي، إذ كنت متشوقا، ولازلت، مثل غالبية الشعب المصري ممن ناصروا التجربة الديمقراطية ووصول الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم، أن تصدق اختياراتنا فيمن وكلناه لقيادة البلاد في أصعب فترات تاريخها المعاصر . ومع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية المتتالية والتي لا تريد ان تفارقنا، وكأنها تتعقب اثر الرئيس وظله، طالعتنا صحف أمس بأنه قد آن أوان بدء حصاد ما زرعه مرسي، وذلك مع إعلان مجموعة “ كامرجو كوريا " وهي إحدي المجموعات الاقتصادية العملاقة بالبرازيل، عن ضخ أكثر من 1.9 مليار جنيه كاستثمارات جديدة لتنفيذ حزمة من خطط التوسع المستقبلية في السوق المصرى، بما يبشر بتدفق مليارات الدولارات داخل السوق المصرى، وهو باختصار ما يعني إتاحة المزيد من فرص العمل وتعميق الثقة في الاقتصاد المصري . ليس في القرار البرازيلي عواطف تجاه الزيارة المصرية بالطبع، وإن بددت المخاوف من السوق المصرى،فالدولار لا يعرف سوي الدولارات العائدة من طرحه بالسوق ، هكذا الاقتصاد و هكذا ألف باء العرف الاستثماري، وحين تعلم انه تم اختيار مصر من بين اربع دول في منطقة الشرق الأوسط هي تركيا وتونس والمغرب، باعتبارها أفضل بيئة متاحة لضخ تلك الاستثمارات الضخمة، تدرك حينها أهمية غرس مرسي، ورد فعله علي المستثمر البرازيلي نفسه، وهو ما تلمسه في تصريحات ريكاردو باربوسا رئيس شركة انترسمنت التي تعد واحدة من رواد صناعة الأسمنت في العالم وقناعاته، بأن ما تمر به مصر حالياً لا يعد أمراً غريباً أو غير مقبولا، قبل أن يشير إلي أن مرحلة التحول الديمقراطي في أي بلد تنتج مجموعة من الأزمات يمكن التغلب عليها بالإصرار والعزيمة . لا شك أن الاستثمارات البرازيلية المأمولة ستعطي إشارة البدء لتعظيم الاستثمارات الأجنبية في مصر، ومن ناحية أخري سوف تبدد المخاوف تجاه كوابيس انعدام فرص النجاة من الركود الاقتصادي المدعوم بسوء نية داخليا وخارجيا، والتي تطارد التجربة الديمقراطية المصرية الجديدة ومعها بالطبع النظام السياسي الحاكم بخلفية إسلامية، وتضع كافة العراقيل رهن إفشالها . ومن تابع تصريحات الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق في حواره الأخير لصحيفة “ الجريدة " نشرته الثلاثاء الفائت، يضع يده علي قلبه، بعد أن كشف عن أن معدلات النمو الحالية في مصر تقدر ب “صفر %" ، وان استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة لمدة عام كفيل بإفلاس مصر، وان انعدام الاستقرار السياسي انعكس سلبا علي آداء الاقتصاد المصري، وانه لا توجد هوية واضحة لدي مجموعة الاقتصاديين الجدد في وزارة هشام قنديل، وانه – وهو صحيح - لا يوجد اقتصاد ناجح إلا في وجود ثقة، في إشارة واضحة إلي تردي القرارات الحكومية الاقتصادية . وحين تراجع كذلك تصريحات دكتور محمد عمران رئيس البورصة المصرية الحالي خلال الندوة التي عقدتها الغرفة الكندية الثلاثاءالماضي، وقوله ان الأوضاع الاقتصادية الحالية لا تصب في مصلحة المواطن، وأننا في سفينة تتقاذفها الأمواج ، وانه لا توجد حتي الآن سياسات اقتصادية واضحة، ينتابك الرعب علي مستقبل هذا البلد وأبنائه، ولن تصدق أن هناك حصادا للزرع الذي يتحدث عنه رئيس الدولة، لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل المنظور . باختصار، ربما تفقد الثقة في رئيسك الذي منحته صوتك، وتتشكك في قدرته علي ان يعبر بك إلى بر الأمان الاقتصادي، وهو ما راهن عليه “سكان الانقاذ إياهم - أظنهم خسئوا الآن - خاصة وانك تعلم مثلي أن معلات البطالة وصلت إلى 12% بحسب الاحصاءات الرسمية، وان معدلات النمو لا تتجاوز الآن 1.9% ، أي ان معدل نمو الاقتصاد يماثل نمو السكان، وهو ما يعني كذلك ان معدل النمو في نصيب الفرد من الدخل القومي صفر % ، في الوقت المطلوب فيه من الرئيس قبل الحكومة توفير 850 ألف فرصة عمل سنويا . وهي أم الأزمات !! من المؤكد الآن أن الخطط التي تدعمها الحكومة البرازيلية لضخ استثمارات جديدة في مصر وتعظيم القائم منها ،هو ملاييني هزيل، عقب غرس الرئيس مرسي في زيارته الرسمية مؤخرا ولقائه الرئيسة البرازيلية، ثم مشاركته في اعمال منتدي الاعمال المصري البرازيلي ، ولقائه مجموعة من كبار المستثمرين، ما أسهم في سرعة حصد ثمار الزيارة، بعد طمأنت ساوباولو بصلاح المناخ الاستثماري في مصر، وأن الأخيرة حريصة وملتزمة بتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين الاجانب خاصة البرازيليين، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فجاءت البدايات مبشرة، ولعلها الخطوة التي تفتح طريق الألف ميل بإذن الله . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.
شواهد: أول الحصاد بقلم : محمود الخولي
كان من يقفون مع الطرف الآخر من البر المصري، يتندرون علي حديث رئيس الجمهورية لإحدي قنوات التليفزيون الأجنبية، حين سألته المندوبة عن نتائج زيارته لإحدي الدول، أظنها البرازيل، فاكتفي بالقول : اليوم نزرع .. وغداً نحصد . اشفقت علي الرئيس مرسي حينئذ من ردود أفعال هذه الصيغة المقتضبة من الرد، ولا انكر انني كنت من المتحفظين علي الرد الرئاسي، إذ كنت متشوقا، ولازلت، مثل غالبية الشعب المصري ممن ناصروا التجربة الديمقراطية ووصول الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم، أن تصدق اختياراتنا فيمن وكلناه لقيادة البلاد في أصعب فترات تاريخها المعاصر . ومع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية المتتالية والتي لا تريد ان تفارقنا، وكأنها تتعقب اثر الرئيس وظله، طالعتنا صحف أمس بأنه قد آن أوان بدء حصاد ما زرعه مرسي، وذلك مع إعلان مجموعة “ كامرجو كوريا " وهي إحدي المجموعات الاقتصادية العملاقة بالبرازيل، عن ضخ أكثر من 1.9 مليار جنيه كاستثمارات جديدة لتنفيذ حزمة من خطط التوسع المستقبلية في السوق المصرى، بما يبشر بتدفق مليارات الدولارات داخل السوق المصرى، وهو باختصار ما يعني إتاحة المزيد من فرص العمل وتعميق الثقة في الاقتصاد المصري . ليس في القرار البرازيلي عواطف تجاه الزيارة المصرية بالطبع، وإن بددت المخاوف من السوق المصرى،فالدولار لا يعرف سوي الدولارات العائدة من طرحه بالسوق ، هكذا الاقتصاد و هكذا ألف باء العرف الاستثماري، وحين تعلم انه تم اختيار مصر من بين اربع دول في منطقة الشرق الأوسط هي تركيا وتونس والمغرب، باعتبارها أفضل بيئة متاحة لضخ تلك الاستثمارات الضخمة، تدرك حينها أهمية غرس مرسي، ورد فعله علي المستثمر البرازيلي نفسه، وهو ما تلمسه في تصريحات ريكاردو باربوسا رئيس شركة انترسمنت التي تعد واحدة من رواد صناعة الأسمنت في العالم وقناعاته، بأن ما تمر به مصر حالياً لا يعد أمراً غريباً أو غير مقبولا، قبل أن يشير إلي أن مرحلة التحول الديمقراطي في أي بلد تنتج مجموعة من الأزمات يمكن التغلب عليها بالإصرار والعزيمة . لا شك أن الاستثمارات البرازيلية المأمولة ستعطي إشارة البدء لتعظيم الاستثمارات الأجنبية في مصر، ومن ناحية أخري سوف تبدد المخاوف تجاه كوابيس انعدام فرص النجاة من الركود الاقتصادي المدعوم بسوء نية داخليا وخارجيا، والتي تطارد التجربة الديمقراطية المصرية الجديدة ومعها بالطبع النظام السياسي الحاكم بخلفية إسلامية، وتضع كافة العراقيل رهن إفشالها . ومن تابع تصريحات الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق في حواره الأخير لصحيفة “ الجريدة " نشرته الثلاثاء الفائت، يضع يده علي قلبه، بعد أن كشف عن أن معدلات النمو الحالية في مصر تقدر ب “صفر %" ، وان استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة لمدة عام كفيل بإفلاس مصر، وان انعدام الاستقرار السياسي انعكس سلبا علي آداء الاقتصاد المصري، وانه لا توجد هوية واضحة لدي مجموعة الاقتصاديين الجدد في وزارة هشام قنديل، وانه – وهو صحيح - لا يوجد اقتصاد ناجح إلا في وجود ثقة، في إشارة واضحة إلي تردي القرارات الحكومية الاقتصادية . وحين تراجع كذلك تصريحات دكتور محمد عمران رئيس البورصة المصرية الحالي خلال الندوة التي عقدتها الغرفة الكندية الثلاثاءالماضي، وقوله ان الأوضاع الاقتصادية الحالية لا تصب في مصلحة المواطن، وأننا في سفينة تتقاذفها الأمواج ، وانه لا توجد حتي الآن سياسات اقتصادية واضحة، ينتابك الرعب علي مستقبل هذا البلد وأبنائه، ولن تصدق أن هناك حصادا للزرع الذي يتحدث عنه رئيس الدولة، لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل المنظور . باختصار، ربما تفقد الثقة في رئيسك الذي منحته صوتك، وتتشكك في قدرته علي ان يعبر بك إلى بر الأمان الاقتصادي، وهو ما راهن عليه “سكان الانقاذ إياهم - أظنهم خسئوا الآن - خاصة وانك تعلم مثلي أن معلات البطالة وصلت إلى 12% بحسب الاحصاءات الرسمية، وان معدلات النمو لا تتجاوز الآن 1.9% ، أي ان معدل نمو الاقتصاد يماثل نمو السكان، وهو ما يعني كذلك ان معدل النمو في نصيب الفرد من الدخل القومي صفر % ، في الوقت المطلوب فيه من الرئيس قبل الحكومة توفير 850 ألف فرصة عمل سنويا . وهي أم الأزمات !! من المؤكد الآن أن الخطط التي تدعمها الحكومة البرازيلية لضخ استثمارات جديدة في مصر وتعظيم القائم منها ،هو ملاييني هزيل، عقب غرس الرئيس مرسي في زيارته الرسمية مؤخرا ولقائه الرئيسة البرازيلية، ثم مشاركته في اعمال منتدي الاعمال المصري البرازيلي ، ولقائه مجموعة من كبار المستثمرين، ما أسهم في سرعة حصد ثمار الزيارة، بعد طمأنت ساوباولو بصلاح المناخ الاستثماري في مصر، وأن الأخيرة حريصة وملتزمة بتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين الاجانب خاصة البرازيليين، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فجاءت البدايات مبشرة، ولعلها الخطوة التي تفتح طريق الألف ميل بإذن الله . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.