محيط: أصّل د.سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" علاقة الألم بالإيمان وذلك في حلقة "الحياة كلمة" حيث قال: "الألم قد يكون حسيًا أو معنويًا فالحسي واضح وقد يكون له سبب معروف والمعنوي قد يكون أكثر تأثيرا وإيلاما ففي محكم التنزيل قال تعالى: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون". فهذه الآية تُعالج الألم الحسي كما تُعالج الألم المعنوي، فمن الألم المعنوي الشعور بالغبن أو القهر أو الإحباط وكذلك الآخرون يألمون ويشعرون بهذا الشعور لكن الفارق هنا "وترجون من الله ما لايرجون" والسنة النبوية فيها الكثير من المعاني، فالمؤمن قد يتعرض لمصيبة وألم "ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون" فالمعاناة والألم في الحياة الدنيا ليس مرتبطا بضعف الإيمان ففي الحديث "حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" وهذا الألم ما دام أنه من الله فهو هدية ويجب أن لا نُلقي في روع الناس أن ما يعانونه من ألم وقلق أنه بسبب ضعف إيمانهم". ويستطرد قائلاً، بحسب جريدة "المدينة" السعودية: "هناك بعض الناس تُحب أن تصنع الإشفاق فيُبالغ في تصوير الألم وكأنه يتلذذ بصفة الإشفاق وهذا يراه جميل هؤلاء الناس حين يعتادون عليه، فبعضهم يشعر أنه "مشروع آلام نفسية" وغالبا هناك تداخل في شعور الإنسان وذلك بسبب أن الزمن يمضي ولم يحقق الأهداف التي كان يحلم بها، وأيضا قضية الذكريات المؤلمة كفقد حبيب أو خيانة أو غدر أو أصدقاء تخلوا عنه، أو زوج أو شريك غدر به أو ازدراء فهذه من أكثر الأمور صناعة للألم ولكن لما نعطي الناس التبجيل والاحترام نمنحهم جرعة من الأمل والقوة فالحياة عامرة بخطوط ذاهبة وآيبة والكلمة الطيبة تؤدي صدى كبيرا في النفس، ورائع حين يتحول الألم إلى دافع للتحدي ، فالألم مصنع الأشياء الجميلة، الإبداع الأدبي والفكري في الغالب أنه ينضج على نار الألم، أي مكان للألم هو قابل أن يكون مشروعا بشرط أن لا تكون هناك هزيمة داخلية، فالألم له جانبه الإيجابي ففي الحديث: "عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر" وهنا يأتي دور معالجة الألم بالرجوع إلى الله تعالى والإيمان به والتضرع بين يديه ويكون هذا الأمر سببا في تقبل الألم والتكيف معه سواء تألم أو تعافى فما يختاره الله له فهو الخير والبركة وهذا الفعل قد يكون سامقا وعاليا، أيضا التعبير عن الألم وهنا تأتي عملية البوح والإبداع بالكتابة والمقال والقصيدة فكثير من الإلماحات الأدبية والفكرية خلفها قدر من المعاناة، فإذا وجدت الألم فحرّك القلم، ولابد أن تشكو لا على سبيل الاستجداء أو العتب المستمر لمن تشكو لهم وكأنهم هم مصدر الألم بالنسبة لك، التفكير في الألم والتخفيف من معاناة الآخرين تساعد الفقراء والمحتاجين هذا يُخفف من ألمك".