أم لستة أطفال وأسيرة خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي
محيط شيماء نور
حكمت إسرائيل على ستة أطفال بالحرمان من العيش مثل بقية الأطفال في أحضان والديهما هؤلاء الأطفال هم فداء 15 عاما وتحرير 14 عاما وحنين 12 عاما ومحمد 9 أعوام وجهاد 7 أعوام وسرايا 3 أعوام . الاسيرة نورا الهشلمون
والأم هي نورا الهشلمون البالغة من العمر 37 عاما من مدينة الخليل كانت قد اعتقلت من بيتها منذ عامين واحتجزت في ظروف اعتقالية قاسية عدة أسابيع قبل أن تحول إلى الاعتقال الإداري دون أن تتضح أسباب إعتقالها ، الأب هو الأسير المجاهد محمد سامي الهشلمون والمعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ سبتمبر 2006 تحت ما يسمى بالاعتقال الإداري.
ُيتم قصري
يعيش هؤلاء الأطفال في بيت جدتهم لأبيهم كالأيتام محرومين من حنان الأم ورعاية الأب المغيبين وكانت أقسى لحظات المعاناة للأسيرة المجاهدة نورا وأطفالها لحظة انتزاعها من بيتها وإبعادها عن ابنتها الرضيعة " سرايا " التي لم تكن قد أتمت عام ونصف العام عندما اعتقال والدتها.
وقالت أم سامي الهشلمون في وقت سابق :" إن حياة الأيتام جنة مقابل حياتهم هم يعيشون كالجحيم يبكى عليهم الحجر فهم يرفضون الذهاب للمدرسة حتى تعود إليهم والدتهم ".
وتابعت جدة الأطفال قائلة:" سينطق الحجر ويبكي على طفلتهما سرايا التي اعتقلوا والدتها وها هي محرومة من والدتها منذ عامين ".
فداء البنت الكبرى
لم تكن فداء تدرك تفاصيل ما جرى في محكمة والدتها التي كانت مقررة في 29 من الشهر الماضي والتي قضت بأبعاد الأسيرة نورا إلى الأردن لمدة ثلاثة سنواتأو البقاء في السجن دون تحديد وقت زمني للأعتقال ، إلا أن كلمة " إبعاد على الأردن " ترددت كثيرا وبعد جهد طويل فهمت فداء أن الأمر يتعلق بها و بوالدتها و أشقائها الخمسة .
وقالت فداء : " إن الوضع أصبح أكثر من أن يحتمل في كل مرة ننتظر قرار يعيد والدتي إلى البيت ، يعود إلينا المحامي بقرار أصعب من ذي قبل ، فإلى أين سيبعدوننا أنا و إخوتي، لا يوجد لنا أقارب في الأردن، سنعيش في الشارع " .
وأضافت فداء قائلة :" لا احد من إخوتي يذهب إلى المدرسة، ولا يسمع كلام أعمامي وجدتي دائما يتشاجرون مع بعضهم البعض ، لقد أصبحوا يتعاملوا بعنف مع الجميع ، حاولنا المستحيل معهم أنا و عماتي ولكن عبثا، أختي الصغيرة عندما تتذكر أمي تضرب رأسها بالحائط دون توقف و تصرخ أريد أمي ".
وتابعت فداء حديثها قائلة :" عندما اعتقل أبي حزنا كثيرا على ذلك و لكن أمي كانت بيننا ولم يتغير علينا شيئا كثيرا، ولكن عند اعتقالها تغير الوضع تماما أصبحنا كما الأيتام بلا أم ولا أب " .
فداء هي طالبة في الصف العاشر، تحاول التركيز في دراستها ولكنها كما تؤكد لا تجمع شيئا من الدراسة ، فالأمور أصبحت أكثر صعوبة عليها ، أحيانا تفكر أن لا فائدة من الذهاب إلى المدرسة وهي لا تركز في الدراسة إلا أنها تعود لتفكر أن والدتها ستكون حزينة إذا عرفت أنها لا تداوم .
وعن تفضيل الإبعاد إلى الأردن على البقاء وحيدة هي و إخوتها ، قالت فداء:" لماذا الإبعاد إلى الأردن نحن لا يوجد لنا أقارب هناك، فأين سنعيش في الشارع؟، و لماذا لا يبعدونها إلى الخليل لتعود ألينا من جديد، فأمي مريضة وليس لها أي تهمة تعاقب عليها".
أسر وتعذيب
وقالت نجوى شقيقة نورا :" تعرضت نورا خلال العزل الأخير اثر إعلان إضرابها عن الطعام لتعذيب نفسي وجسدي من الصعب الحديث عنه، استخدموا ضدها جميع وسائل الأذى النفسي والجسدي بمنع تقديم العلاج لها عندما زرتها شعرت أنها لن تستطيع أن تكمل أكثر حتى إنني طلبت من أخي نور أن يبعث لها من خلال المحامي لتوقف إضرابها ". وأضافت نجوى قائلة :" إن الجميع يعرف أن اعتقال نورا وزوجها محمد هو انتقاما من أخي نور جابر الهشلمون القيادي في سرايا القدس ، منسق عملية وادي النصارى في مدينة الخليل والذي يواجه حكما بالسجن المؤبد 17 مرة
وخاضت الهشلمون اضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 27يوما متواصلا ؛ احتجاجا على اعتقالها الاداري وقامت ادارة السجن بمعاقبتها ووضعها في العزل الانفرادي ومصادرة كافة اغراضها علما انها تعاني من مشاكل صحية في الكلى وبحاجة الى متابعة طبية ما زاد من سوء وضعها الصحي واصبحت غير قادرة على الحركة او النهوض بسبب الاضراب الطويل عن الطعام
وتعاني الأسيرة من فشل كلوي وتحتاج إلى عناية خاصة ، إلا أن حالتها تدهورت و خاصة بعد سلسلة الإضرابات التي خاضتها حتى أن وزنها نقص إلى 37 كيلوجرام . وفد إيطالي يزور الأطفال
التقى وفد إيطالي من جمعية تعنى بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وتضم حقوقيين ومحامين بأطفال الأسيرة نورا الهشلمون من مدينة الخليل، بحضور الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ونادي الأسير الفلسطيني في الخليل والهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن.
وشرح امجد النجار مدير نادي الأسير في الخليل ظروف اعتقال الاسيرة نورا محمد شكري الهشلمون وزوجها وما يتعرضان له من قمع وتنكيل من قبل ادارة السجن وتهديد جهاز المخابرات الاحتلالي لهما بالابعاد القسري مع أطفالهما الستة الى خارج فلسطين أو البقاء في السجن دون زمن محدد ، وذلك وفقاً لما ورد بجريدة " الحياة الجديدة " الفلسطينية .
ووعد فاستو جينالي رئيس الوفد أن يتم إيصال معاناة الأسيرة الهشلمون لكل الجهات المعنية بحقوق الانسان في العالم . وأضاف جينالي أن جمعيته عبارة عن شبكة عالمية تعمل لكشف أوضاع حقوق الانسان في الدول المحتلة وتعطي اهتماما خاصا لما يحدث في فلسطين . وأضاف رئيس الوفد قائلاً :" إن مشاهدة أطفال الأسيرة نورا الصغار بعيدين عن والديهم هو اكبر دليل على الأجرام الذي ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني فلا يعقل ترك ستة أطفال دون المعيل واعتقال الأب والأم والأفظع من ذلك دون تهمة ترفضه كل المواثيق الدولية.