لندن : كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الخميس عن بعض الوثائق التي ستُقدًّم غدا الجمعة إلى المحكمة العليا في بريطانيا كدليل إدانة ضد وزارة الدفاع بسبب ممارسات جنودها في العراق. واستندت الصحيفة في هذه الوثائق على إفادات لشهود عيان، وشهادات وفاة وشريط فيديو يُظهر جثثا تُنقل إلى أحد المستشفيات في مدينة العمارة العراقية وأكياس عُبِّئت فيها جثث لقتلى . وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ، ستكون هذه الوثائق جزءا من الضغوط الجديدة التي ستمارس على الوزارة لإرغامها على فتح تحقيق مستقل بالمزاعم التي تحدثت عن انتهاكات قام بها الجنود البريطانيون ضد عراقيين في أعقاب معركة ضارية مع المسلحين في العراق قبل ثلاثة أعوام مضت. وكشفت الصحيفة تفاصيل هذه الأدلة وتحركات مجموعة من المحامين الذين يمثلون ضحايا التعذيب العراقيين الساعين لمقاضاة وزارة الدفاع البريطانية بسبب انتهاكات. ويقول التحقيق إنه تم تدوين إفادات الشهود العراقيين في العاصمة السورية دمشق من قبل موظفي أحد المستشفيات العراقية الذين يقولون إنهم شاهدو بأمهات أعينهم جثث القتلى العراقيين وهي تُسلًّم من قبل الجنود البريطانيين لكي يتم دفنها. وأفاد الشهود إنهم شاهدوا أن بعض الجثث كانت قد فقئت أعينها، كما تعرضت أعضاؤها التناسلية لإصابات بالغة، وقضى بعض الضحايا خنقا أو ببساطة تم قتلهم شنقا. وتنقل الصحيفة عن حسين عباس، وهو أحد الشهود ومعتقل سابق أفرج عنه الجنود البريطانيون، قوله إنه تعرض "للًّكم والرًّفس بشكل متواصل" وإنه رأى الدم يتجمع في بركة من الماء تحت قدميه حيث كان يسيل من المراحيض المجاورة. يقول التحقيق إن عباس أدلى بإفادته عبر الهاتف من مدينة العمارة العراقية الأسبوع الماضي إذ تحدث عن تلك الانتهاكات التي شاهدها.