واشنطن : من المتوقع ان يعلن الرئيس الامريكي جورج بوش أمام الامريكيين أنه يخطط لخفض عدد القوات الامريكية الموجودة في العراق بنحو 30 الف جندي في منتصف العام 2008، وسيكيف هذا الخفض الاضافي مع التقدم المستمر. ويأتي موقف الرئيس بوش متبنياً لتوصيات قائد قوات الاحتلال الامريكية ديفيد بترايوس والسفير الامريكي في بغداد رايان كروكر أمام الكونجرس، وذلك بعدما رحبت بغداد بالتقرير متوقعة تراجع حاجتها للقوات الامريكية. وقال مسؤولون في الادارة الأمريكية إن بوش سيتبنى في خطاب متلفز، اليوم على الارجح، توصيات كبار جنرالاته وديبلوماسييه في العراق، بعد مشاركتهم في جلسات استماع في الكونجرس لمدة يومين. وأضافوا ان البيت الابيض يخطط لاصدار تقرير مكتوب في هذا الشأن، الجمعة المقبل. ويحضر مسؤولو البيت الابيض الخطاب فيما كان قائد القوات الامريكية في العراق والسفير الاميركي في هذا البلد يستعرضان مواقفهما من الوضع في العراق في اليوم الثاني لشهادتهما أمام النواب الامريكي. وافاد المسؤولون ان الخفض الذي يفكر فيه البيت الابيض يعكس المقترحات التي قدمها بيترايوس، وسيبقي نحو 130 الف جندي على الارض في العراق بحلول اغسطس/ آب ، الى تقريبا المستوى نفسه الذي كان قبل قرار بوش تعزيز القوات مطلع العام الجاري. وفي خطابه، من المتوقع أن يقول بوش انه يتفهم قلق الامريكيين إزاء التورط الامريكي في العراق، ورغبتهم في إعادة الجنود الى البلاد. وسيقول بوش أيضا انه بعد سماعه بترايوس وكروكر قرر المضي قدما في خفض عدد الجنود ولكن عدم التخلي عن العراق، بحسب المسؤولين. وكان بوش استقبل في البيت الابيض امس، مسؤولين في الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونجرس "للتشاور" معهم قبل اتخاذ قرار حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في العراق. وقال بوش وهو يقف الى جانب نائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس :"من المهم جدا ان اتشاور مع المسؤولين في مجلسي النواب والشيوخ قبل ان اتخذ قراراً"، مشيراً الى انه يريد الاستماع الى ممثلي الحزبين لمعرفة كيفية "التوصل الى ارضية توافق" بين الادارة الامريكية والكونجرس حول الاستراتجية اللازمة في العراق. وندد الزعماء الديموقراطيون في الكونجرس بقوة أمس، بتوصيات بترايوس التي تؤدي، كما قالوا، الى إبقاء وجود عسكري أمريكي قوي لمدة 10 سنوات على الاقل. وكان المرشح الديموقراطي للرئاسة السناتور بيدن وجه انتقادات لدى بدء جلسة الاستماع أمس مع الجنرال بترايوس والسفير الامريكي في بغداد كروكر، ورأى ان التعزيزات الأمريكية التي أرسلت إلى العراق في 2007 "لم تسمح لهذا البلد بإحراز تقدم سياسي"، مؤكدا ان "الشعب الامريكي لن يؤيد حربا لا نهاية لها هدفها الوحيد الباقي هو منع الاوضاع في العراق من ان تصبح اسوأ مما هي عليه اليوم". واكد بترايوس في شهادته انه سيكون من الصعب على الولاياتالمتحدة ابقاء تعزيزاتها العسكرية التي ارسلتها في مطلع 2007 في العراق العام المقبل اذا لم تتراجع حدة العنف ميدانيا. ورد بترايوس في اليوم الثاني من جلسة الاستماع في الكونجرس، على سؤال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بيدن عما اذا كان من الممكن ابقاء التعزيزات الامريكية الى ما بعد مارس/ آزار 2008 اذا لم يسجل الوضع في العراق اي تحسن يذكر، فقال "سيكون من الصعب جدا علي ان اوصي بذلك بعد هذا التاريخ". وكان بترايوس أوصى أول من أمس بخفض عدد القوات الامريكية في العراق بنحو 30 ألفا بحلول يوليو/ تموز المقبل. وشدد على "أن العنف الطائفي تراجع في بغداد ولكن ليس الى الحد المطلوب"، موضحا "أن العنف انخفض فى بعض المناطق لكنه لم ينخفض بالتساوي فى مختلف أنحاء العراق وأن أجهزة الامن العراقية تحمل بعض العبء عن القوات الأمريكية على الرغم من أن هذا التقدم يتم ببطء"، مشيرا الى ان القوات الاميركية "تجري مفاوضات مع قبائل وجماعات مسلحة عراقية اتخذت موقفا معارضا لتنظيم "القاعدة" في العراق". وأوضح كروكر أمام اللجنة "أن المصالحة الوطنية في العراق ستتخذ أشكالا مختلفة وأن ذلك يعتمد الى حد كبير على العراقيين أنفسهم". وأوضح أن زيادة عدد القوات الامريكية فى بداية هذا العام ساهمت في تغيير الاوضاع في العراق نحو الافضل" ، مؤكدا على أنه تم تحقيق بعض التقدم الامني في شمال العراق وغربه، الا انه اشار الى "ان الاضطراب في العراق سيظل قائما الى بعض الوقت". وفي أول رد فعل رسمي للحكومة العراقية على شهادة بترايوس وكروكر أمام الكونجرس في واشنطن اول من أمس، قال مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي في مؤتمر صحافي "أن الحكومة العراقية ترحب بالتقرير الخاص بتقويم الاوضاع في العراق"، متوقعا ان "تقلص حاجاتنا في المدى القريب الى قوات التحالف للقيام بالعمليات القتالية المباشرة"، وأضاف "سنعمل مع حلفائنا على استمرار تقدير مدى الحاجة لقوات التحالف في ادارة العمليات المباشرة".