جاء تقرير القائد الاعلى للقوات الامريكية فى العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأمريكي بالعراق رايان كروكر ،بمثابة "دواء مر" لمناهضى حرب العراق من الديمقراطيين فيما بدا بمثابة "طوق النجاة" بالنسبة لانصار الرئيس الامريكى جورج بوش واعضاء حزبه الجمهورى. وفي ضوء التوصيات التي رفعها التقرير،.يلقي الرئيس الامريكى جورج بوش خطاباً مساء اليوم الخميس يركز فيه على العراق ويعلن قبوله بكل التوصيات التي قدّمها إليه المسؤولان الدبلوماسي والعسكري، ولاسيّما الخاصة بتخفيض حجم القوات الأميركية في العراق تدريجيا بحسب مصادر فى البيت الابيض ،ورغم ذلك ، فالديمقراطيون يرفضون خطاب بوش عن العراق قبل أن يلقيه .. فبعد يومين من الاستماع الى تقرير بترايوس – كروكر أمام الكونجرس، تواصلت ردود الافعال حول التقرير ، حيث اوضح زعيم الديمقراطيين انه بداية من الاسبوع المقبل سيقترح الديمقراطيون العديد من التعديلات لنص قانوني حول تغيير الاتجاه في العراق رغم ان افادة قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس امام الكونجرس تبدو وكأنها اعطت الرئيس الاميركي مزيدا من الوقت.. واعاد الديموقراطيون ترتيب صفوفهم ،ورفضوا مسبقا خفض القوات الاميركية في العراق بحوالى 30 الف جندى بحلول صيف 2008 ،والذي يتوقع ان يقترحه الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه ، ودعوا الجمهوريين الى المشاركة في تغيير المهمة بالعراق. وسبق ان اعلن بعض الديموقراطيين انهم مستعدون للتخلي عن اصرارهم على تحديد موعد لسحب القوات الاميركية على امل الحصول على تأييد برلمانيين جمهوريين ينتقدون الحرب. ورغم انهم يسيطرون على الكونجرس ، الا ان الديموقراطيين فشلوا حتى الان في الحصول على الاصوات الستين اللازمة في مجلس الشيوخ الذي يضم مائة مقعد، من اجل اعتماد قانونهم، كما انهم لا يملكون ثلثي الاصوات اللازمة في مجلس النواب لوقف الفيتو الرئاسي.. وكانت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي نددت بمخطط ابقاء قوات في العراق، معربة عن انطباع لديها بان الجنرال بترايوس يقدم خطة لوجود اميركي قوي لعشر سنوات على الاقل في العراق فيما وصفته بأنه استهانة بذكاء الشعب الاميركي. الموقف العراقى من جانبها رحبت الحكومة العراقية بتقرير الجنرال ديفيد بترايوس حول أثر زيادة القوات في العراق. ووصفه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه كان "إيجابياً في مجمله"، إلا أنه أعرب عن رفضه للانتقادات التي تضمنها التقريرحول أداء الحكومة العراقية، فيما يتعلق بفشلها في تحقيق مصالحة شاملة بين العراقيين. وأكد المالكى أن انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق لن يكون مفاجئاً، بل سيكون متناسباً مع الحاجة إلى وجود هذه القوات، مضيفاً أن القوات العراقية تحتاج إلى مزيد من الوقت لتولي المسؤولية الأمنية كاملة، رغم ما وصفه بالتحسن الأمني في البلاد. وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد في وقت سابق، قبل قليل من بدء مناقشة التقرير أمام الكونجرس، أن قوات الأمن العراقية غير مستعدة لتولي المهام الأمنية في كافة أنحاء البلاد بدلا من القوات الأمريكية. أما طهران ،فقد قللت من أهمية تقرير بترايوس - كروكر، وقالت على لسان المتحدث باسم الخارجية إنه "لن ينقذ أمريكا من مستنقع العراق". وبدوره، اعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده يمكنها أن تساعد الولاياتالمتحدة في العراق إذا توقفت كل من واشنطن ولندن عن اتهام بلاده بدعم المسلحين.. وكان مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيان ،قد عقدا يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين جلسات استماع لكل من الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق، والسفير الأميركي لدى بغداد رايان كروكر، قدما فيه تقييماً للأوضاع الأمنية والسياسية في العراق بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب ..حيث أوصى بترايوس بسحب 30 ألف جندي أميركي من العراق بحلول نهاية الصيف القادم .. وفي معرض إدلائه بشهادته، شدد الجنرال بترايوس على أن الأهداف العسكرية للقوات الأمريكية بالعراق تحرز تقدماً، مؤكداً أن قواته تمكنت من تطهير العاصمة العراقية من جميع عناصر تنظيم القاعدة. وقال بترايوس، الذي استعان بخرائط وجداول بيانية، عرضها على أعضاء لجنتي مجلس النواب، إن القوات الأمريكية ستواصل دورها في العراق، حتى يتم تحقيق النجاح المنشود ، مضيفا إنه تم تعيين ما يزيد على 20 ألفاً من أبناء العشائر العراقية المختلفة، في صفوف الشرطة العراقية، خاصة في المحافظات السُنية، التي تشارك في جهود ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في مناطق شمال وغربي بغداد،موضحا أنه يمكن خفض حجم قواته في العراق، اعتباراً من الصيف المقبل، إلى المستوى الذي كانت عليه، قبل زيادة حجمها مؤخراً، في إطار الإستراتيجية الجديدة للرئيس بوش ،إلا أنه شدد على أن أي انسحاب مبكر للقوات الأمريكية من العراق، ستكون له نتائج سلبية، قد تطيح بكل الانجازات التي تحققت طوال الشهور الماضية على حد قوله . وأعرب الجنرال بترايوس عن وجود أمل لديه رغم عدم تمرير البرلمان العراقي للقوانين العديدة المطلوبة التي تأمل واشنطن في صدورها، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تعمل على اتخاذ إجراءات إيجابية في هذا الخصوص لاقتسام موارد النفط وإرسال موارد مالية إلى المحافظات وإعادة تعيين بعثيين سابقين في الأجهزة الأمنية والوظائف الحكومية. من جانبه، ركز السفير الأمريكي فى العراق رايان كروكر على التطورات التي يشهدها الصعيد السياسي بالعراق، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تمكنت من تطوير البنية التحتية، مما انعكس على الوضع الاقتصادي. وقال كروكر، في شهادته أمام مجلس النواب، إنه يثق في أن تقليل الجهد بالعراق سيجلب الفشل، مشيراً إلى أن إيران تقوم بدور سلبي في تقويض الأمن بالعراق، وهو نفس النهج الذي بدأته سوريا مسبقاً. وأوضح أن عدم الاستقرار في العراق سينعكس أيضاً على طهران، مضيفاً في الوقت نفسه أن العديد من العناصر المسلحة ومنفذي الهجمات الانتحارية، التي تستهدف المدنيين العراقيين، ما زالوا يتسللون إلى داخل العراق، عبر الحدود مع سوريا. وفيما أشار السفير الأمريكي إلى أنه لا يمكنه ضمان نجاح مهمة الولاياتالمتحدة في العراق، فقد أعرب عن ثقته في أن النجاح أصبح وشيكاً، مضيفاً إن إيران ستكون "الفائز الوحيد" إذا ما انسحبت القوات الأمريكية من العراق. وأكد السفير كروكر إن ما يراه من توجهات سياسية ودبلوماسية واقتصادية في العراق تشير إلى إحراز تقدم،موضحا أن الأهداف المرتقبة من العملية السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار لن تتحقق بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى جهود مضنية وأن هذه الجهود تحقق تقدماً في الوقت الحالي، غير أن الأمر يحتاج إلى الصبر على المستوى الاستراتيجي لأن العملية ستكون طويلة. 13/9/2007