القاهرة: شن الإعلامي المصري عماد أديب ، المقرب من النظام ، هجومًا حادًا على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية ودعاه إلى أن "يتكلم على قده" في إشارة لتهديدات الأخير باقتحام الحدود المصرية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال أديب في حوار تم إذاعته على الفضائية المصرية التابعة للحكومة: " مع احترامي الشديد للسيد خالد مشعل إلا أنه يجب أن يتكلم على قده ولا يتحدث من منطلق الإملاء على الدولة (مصر) وهي الدولة الراعية في المنطقة وتقدم الدعم الطبي والنصيحة ، ومعظم عمل اللواء عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية) في الملف الفلسطيني". وكان مشعل هدد في تصريحات له الثلاثاء الماضي من العاصمة الإيرانيةطهران ، أن حماس ومعها قوى المقاومة الفلسطينية وغالبية الرأي العام مصرون على كسر الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح. وأشار أديب : " أنا لا اتكلم باسم الدولة لكن في النهاية أي انتهاك للحدود يجب ألا يسكت عليه أي أحد من من أية جهة وأعتقد أن الدولة في مصر تعاملت بحكمة شديدة في الغاية وهو شئ إيجابي يجب أن يُحسب لها " . وتابع: " يقلقني أن أشاهد ألم الإنسان الفلسطيني خاصة أني عاصرته ويجب أن تحدد حماس ماذا تريد بالضبط ؛ هل تريد أن تلعب دور المخرب والمعطل أم دور تسوية وتهدئة .. السؤال عند حماس " . وكانت الحكومة المصرية وجهت تحذيرًا شديد اللهجة إلى مشعل، وطالبته بالكف عن تصريحاته التي يلمح خلالها إلى إعادة اقتحام الحدود المصرية لكسر الحصار . وقالت مصادر مصرية لجريدة "الأخبار" اللبنانية، إن تصريحات مشعل "لا تخدم المساعي المصرية في هذا الإطار، وتبدو كأنها محاولة مرفوضة للضغط على الحكومة المصرية". ورأت المصادر، أن التصريحات "إذا استمرت فستولّد رداً معاكساً لدى الجانب المصري"، مشدّدة على أن "حرمة الحدود المصرية مع قطاع غزة مصونة وليست عرضة للانتهاك من أي طرف". وأشارت المصادر إلى أن "مصر، التي تعاملت بحنكة وحرص مع اقتحام الفلسطينيين قبل أشهر لمعبر رفح الحدودي، ليست في حاجة جديدة إلى أي اختبار يستفزّ ردّ فعلها إذا تكرر الأمر". ويأتي توتر العلاقات المصرية بحماس في الوقت الذي تعهدت فيه إيران بمواصلة دعمها لحركة حماس الفلسطينية ماديًا ومعنويًا ، بعد أن أثبتت فيه مجريات الأحداث فشل أي دور عربي عامة أو مصري وسعودي خاصة في إيجاد تسوية "مرضية" لمشكلة الحركة داخليًا مع حركة فتح (الشريك الفلسطيني في الحكم) أو على مستوى العلاقة بالاحتلال الإسرائيلي. ونقلت كاميرات شاشات الأخبار السبت الماضي ، فجأة ، مؤتمرًا صحفيًا بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ومنوشهر متكي وزير خارجية إيران، في زيارة قام بها الأول لطهران لم يتم الإعلان عنها من قبل ، راميًا خلف ظهره كل الآراء التي تؤكد أن هذه الخطوة تزيد من تراجع شعبية الحركة على المستوى الرسمي والشعبي العربي المتخوف من اتساع النفوذ الإيراني بالمنطقة.