عباس أبو مازن: رفضت ضغوطًا أمريكية لعدم التوقيع علي المصالحة ومستعد للذهاب فوراً للانتخابات الرئاسية والتشريعية فلسطينيون يحملون إحدى ضحايا الاشتباكات عبر الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية شيع المئات جثمان المجند أحمد شعبان أحمد جابر - 21 سنة - الذي استشهد أمس الأول - الأربعاء - بعد مصادمات وقعت بين فلسطينيين وأجهزة الأمن المصرية في جنازة عسكرية وسط دموع أسرته وزملائه الذين انهاروا أثناء مراسم الجنازة أمس. وشارك في تشييع الجثمان عدد كبير من القيادات العسكرية ومندوبين عن حرس الحدود وتزاحم المئات لتشييع الجثمان فيما شارك محمد القلعاوي - سكرتير عام المحافظة - نيابة عن ديوان عام المحافظة. ومن ناحية أخري أكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوي أن أطرافًا عربية حاولت التدخل لتجاوز الأزمة التي حدثت بين حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة وبين مصر بعد أحداث معبر رفح وأزمة مرور قافلة شريان الحياة ومقتل جندي مصري علي الحدود وإصابة 35 فلسطينيًا علي الحدود. وأشارت المصادر ل «الدستور» إلي أن حركة حماس أجرت اتصالات بأطراف عربية لتجاوز الأزمة مع مصر وتأكيد أنها غير مسئولة عن تلك الأحداث الدامية ولم تكن طرفا في تلك الأحداث وأن وزارة الداخلية في حكومة هنية تجري تحقيقا حول مقتل الجندي المصري. وأوضحت المصادر أن حماس تسعي لتجاوز الأزمة بعد تدخل أطراف عربية لإنجاز ملف المصالحة الذي ترعاه مصر خاصة بعد قيام السعودية بدور وساطة بين مصر وحماس بعدما توترت العلاقات بينهما في أعقاب رفض الأخيرة التوقيع علي وثيقة الوفاق الوطني التي وضعتها مصر ووقعتها فتح في الموعد المحدد، بل اتهمت حماس مصر بإضافة بنود غير متفق عليها أثناء جولات الحوار. وبينت المصادر أن الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية السعودي لشرم الشيخ ولقاءه الرئيس المصري حسني مبارك جاءا بعد اللقاء الذي قام به وفد حماس برئاسة خالد مشعل في السعودية مع الفيصل الذي أوضح فيه رؤية الحركة حول المصالحة والملاحظات التي تتحفظ حماس عليها في الورقة المصرية. وفي المقابل اشترط الفيصل - وفق ما أكدته المصادر - علي حماس توضيح موقفها من إيران، والتأكيد علي أنها مع الموقف العربي، لافتة إلي أن القاهرة لديها تأكيدات علي وجود ضغوط إيرانية - سورية علي قيادة حماس في الخارج لرفض المصالحة. ومن جانبه أعلن مشعل - كما طلب منه الجانب السعودي - عن استعداده للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة لتوقيع المصالحة وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني رغم التباين والاختلاف في التوجه السياسي مع حركة فتح، مؤكداًَ أن الدور المصري أساسي وحيوي. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمد نزال ل «الدستور» أن مشعل طلب من السعودية خلال زيارته توحيد الموقف العربي والمطالبة بخطوات محددة لكسر الحصار عن قطاع غزة، في إشارة إلي خطورة الجدار الفولاذي المصري، كما أكد حرص حماس علي المصالحة الفلسطينية، لافتا إلي أن الحركة تتمني أن تدار الملفات بينها وبين مصر بصورة مباشرة بعيدا عن أي وساطات، إلا أن التوترات الأخيرة تحول دون تحقيق ذلك. وحول الموافقة التي أبداها رئيس حركة حماس خالد مشعل علي التوقيع علي الاتفاقية وهل هناك ضغوط خارجية يتعرض لها الطرفان، أكد الرئيس محمود عباس في تصريحات صحفية له أنه تعرض لضغوط شديدة من الجانب الأمريكي وطلبوا منه عدم التوقيع إلا أنه وقع، وقال: «من يزعم أنني أستجيب للضغوط فأنا لم أستجب لها وعندي أمثلة كثيرة جدا علي ذلك»، مشددًا علي أن المصلحة الوطنية أهم بكثير من الأمور الأخري. وعبر الرئيس عباس عن استعداده للتوقيع مع حماس علي وثيقة مصالحة وطنية تفضي إلي الذهاب فورا إلي انتخابات تشريعية ورئاسية، إذ إن حماس جاءت إلي المجلس التشريعي من خلال انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة نفتخر بها أو «فلتقبل حماس بتحديد موعد للانتخابات فقط ونذهب للانتخابات وليحكم الشعب ماذا يريد.