- الحرب ضيعت الكثير من المخطوطات.. - سفير كوسوفا : ننتظر رد الحكومة المصرية على إنشاء " سفارة " - المكتبة الألبانية زاخرة بالأعمال الدينية العربية - مصطفى القاضى : مصر مقصرة فى ترجمة الأدب الكوسوفى " الإنسانية تجمعنا .. و الأدب عابر للزمان و المكان " كان هذا الشعار الذى رفعته مساء أمس ندوة " الأدب الكوسوفى و علاقته بالأدب العربى " التى استضافها " اتحاد الكتاب " ، و تحدث فيها " بكر إسماعيل " سفير كوسوفا بالقاهرة عن استقلال كوسوفا فى عام 2008 و الأوضاع الجغرافية و الإستراتيجية و الاقتصادية لكوسوفا . و تحدث بكر عن اهتمام كوسوفا بالترجمة عن العربية ، و أن المكتبة الكوسوفية زاخرة بالكتب الدينية المترجمة عن العربية من القرآن و الأحاديث الشريفة ، و أن " الشعر الصوفى "المترجم عن العربية متواجد بكثرة فى كوسوفا ، بالإضافة لمعجم عربى - كوسوفى . و أشار أن أول ترجمة عن العربية فى كوسوفا ترجع لعام 1783 ،و أن العلماء و الشيوخ فى كوسوفا كانوا يقرءون بالأبجدية العربية حتى 1999 ، ثم تحول الشباب للأبجدية اللاتينية . أما عن الأدب العربى فأعرب السفير عن حاجة الشعب الكوسوفى لترجمة المزيد من الأعمال الأدبية العربية للألبانية ، و أن كوسوفا مواكبة الأعمال الأدبية القديمة و الحديثة من المتنبى ، و محمود تيمور ، و المازنى ، و نيزار القبانى ، و المنفلوطى ، و أحمد شوقى ، و طه حسين، و نجيب محفوظ ، و أحمد فؤاد نجم ، و يوسف إدريس ، و من شعراء العصر الحديث فاروق شوشة ، و أحمد عبد المعطى حجازى ، و منى رجب . و تحدث السفير عن العدوان الصربى على كوسوفا و عرض تجربة شاهد عيان هو " فضيلة الشيخ عبد الله إسماعيل " الذى ألف عنه كتاب بالعربية ، و له كتاب بالعربية أيضا باسم " مختارات من موضوعات الأدب الألبانى " . أما عن آثار الحرب فأعرب بكر إسماعيل أن بسببها ضاعت العديد من المخطوطات ، و أنه وقع مع وزير الثقافة المصرى د. صابر عرب تعاون بين الأرشيف المصرى و الكوسوفى تم عقده منذ ثلاثة أشهر . و تابع أن هناك بالفعل ترجمات من الأدب و الشعر الكوسوفى إلى اللغة العربية و لكنها أعمال محدودة ، و قال عن تغير العادات و التقاليد أن تأثير الحرب عليها كان سطحيا ، فالحرب أدت إلى تهجير مليون و نصف من أصل 2 مليون و نصف ، تأثروا بحضارات البلاد التى هاجروا إليها و لكن تأثير سطحى فثقافتهم الأساساية هى الإسلامية الألبانية. مصر و كوسوفا أشار السفير أنه تم إنشاء كلية الاستشراق بجامعة كوسوفا فى عام 1970 ، و تخرج منها الكثير من العرب و قليلا من المصريين ، و تحدث عن دراسته بمصر و زيارته لقسم التاريخ بجامعة الزقازيق العام الماضى ، و سعد كثيرا بمشاهدة صور حكام مصر من " محمد على " حتى " محمد مرسى " ، و سعد بشكل خاص برؤية صورة محمد على لأنه من ألبانيا و من كوسوفا تحديدا ، فعلاقة البلدين قديمة جدا ، و قال أن مصر أخرجت للعالم الكثير من الزعماء. و يسعى السفير إلى توثيق العلاقات بين البلدين و مثقفيها و تنظيم الندوات المتبادلة ليس فقط فى القاهرة بل أيضا فى المحافظات فبسفره إلى الصعيد وجد العديد من الأدباء و الشعراء ، و أكد أن هناك اتفاقيات بالفعل مع وزارة الثقافة و جامعة القاهرة ، و أشار أنه يريد إعادة الاتصال مع وزارة الشباب أيضا . و صرح السفير أنه تقدم للحكومة للمصرية بطلب لإقامة سفارة لكوسوفا بمصر و سفارة مصرية بكوسوفا ، و أنه فى انتظار رد الحكومة المصرية ، و عن السفر إلى كوسوفا تحدث أن السفر كان بدعوة الوفود المصرية ، و من ثلاثة شهور فقط أصبح هناك تأشيرة للدخول إلى كوسوفا ، و بعد إقامة السفارة فى مصر سيسهل الحصول عليها ، كما يمكن الدخول بتأشيرة الاتحاد الأوروبى . و من جانبه طالب الشاعر أحمد سويلم السفير الكوسوفى بعمل بروتوكول ثقافى مع المجلس الأعلى للثقافة ، و مع المركز القومى للترجمة لترجمة الأعمال الأدبية الهامة فى كوسوفا إلى العربية ، و عن اتحاد الكتاب قال أن هناك بروتكول بالفعل مع اتحاد الكتاب الكوسوفى و دعا لأحياء هذة الاتفاقية من جديد ، و أنه تم دعوته للسفر لكوسوفا و لكن الخارجية المصرية لم تكن اعترفت بعد بكوسوفا و بعد اعترافها بها سيون السفر إلى هناك أيسر لتفعيل الاتفاقية . كما عرض أحد مسئولى الهيئة العامة للكتاب بطبع المعجم العربي – الكوسوفى الذى تحدث عنه السفير ، و رحب السفير من جانبه بهذا العرض . الجدير بالذكر أنه تم إعلان استقلال كوسوفا عن صربيا فى 17 فبراير 2008 ، و اعترف بها حتى الآن 105 دولة ، كانت مر الدولة 102 فى اعترافها بكوسوفا ، و هى تقع فى الأطراف المركزية لشبه جزيرة البلقان فى الجنوب الشرقى لأوروبا و حدودها مع ألبانيا و الجبل السود و مقدونيا و صربيا ، و عاصمتها " بريشتينا " ، تعدادها مليونان و نصف المليون نسمة ، 52% منهم تحت سن ال 19 ، و نسبة المسلمين فيها أكثر من 96 % ، كما يشكل الألبان 95 % و البقية من الصرب و الأتراك و البوشناق و الرومان الآشكالى . الأدب جامع الإنسانية يقول " مصطفى القاضى " سكرتير عام الاتحاد أن الأدب هو الأدب فى كل زمان و مكان من حيث تناوله للعلاقات الإنسانية ، و تجسيده للواقع الاجتماعى المعاش و تصويره لما يلم بالإنسان من أحداث جسام ، مشيرا أن الأدب العربى يربطه بالأدب الكوسوفى روابط إنسانية و اجتماعية مبنية على قيم مشتركة مستمدة من العقيدة الواحدة التى يعتنقها المواطن العربى و شقيقه المواطن الكوسوفى . و تابع أنه بتوحد العقيدة تطرح قيمها و مبادئها و عاداتها و تقاليدها داخل فصول الروايات و يتعامل بها أبطال القصص و ترسمها الصور الشعرية فى القصائد ، فتشعر إنك فى ذات البلد و أن اختلفت لغة التعامل و لهجاتها ، لأن الموضوع هنا هو الجوهر ، و ما الشكل سوى إطار ، و هذا الأساس هو الرباط القوى بين الأدبين العربى و الكوسوفى . و قال "القاضي" أن التقصير يعود إلينا فى الترجمة عن الأدب الألبانى ، مشيرا أنه لا يصح أن يوجد دولة تهتم بثقافتنا و أدبائنا و شعرائنا و لا يكون هناك تبادل ثقافى معها ، و أشار أنه من خلال اتحاد الكتاب يمكن عقد بروتكول ، يختص فيها شعبة الترجمة بالاتحاد لترجمة الأدب الكوسوفى ، و أن السفير الكوسوفى هو بالفعل عضو باتحاد الكتاب و كانا أصدقاء بالجامعة و يستطيع أن يزكى الأعمال التى تتم ترجمتها ، بالتعاون مع أقسام الترجمة فى الجامعات و فتح الباب أمام الجهات الخاصة و ليس الحكومية فقط . و فى الختام قدم الشاعر أحمد سويلم درع الاتحاد للسفير ، و تم إلقاء مجموعة من الأشعار ، حيث قام د. صابر عبدالدايم رئيس لجنة العلاقات الدولية بالاتحاد التى استضافت الندوة بإلقاء شعر و أهداه للسفير، ثم ألقت الشاعرة مريم توفيق قصيدة " 3 حروف " ، و ألقى د. محمد سلمان قصيدة غزل كانت وحيها فتاة لم يقل لها سوى " صباح الخير " . و عل هامش الندوة قالت الكاتبة منى ماهر أنها حزنت أن ندوات الشعر و القصة مؤخرا بالاتحاد دون المستوى ، فمن المحزن أن ينضم البعض للاتحاد دون أن يستحقوا هذا الكارنيه ، و تمنت أن كل من يوجد بالاتحاد يجب أن يستحق أن يكون فيه .