اهتمت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بالموقف المصرى، فتحت عنوان "المواجهة أم خيارات الأبواب المفتوحة" كتبت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها، أن الملك عبدالله أعطى درساً كبيراً بالكيفية التي يتم بها التضامن العربي وقت الظروف الصعبة، وتهديد مصير الأمة العربية عندما كشفت الحقائق عن وضع مصر على طريق الحرب الأهلية والتقسيم. وأوضحت أن المبادرة بالرد المباشر من خادم الحرمين الشريفين، والذي أحرج العديد من الدول العربية الصامتة، ودول أوروبا وأمريكا التي تعرف ميزان مصالحها مع مصر ودول الخليج العربي وحساسيته على اقتصادها وسياساتها في المنطقة، ما استدعى أن تكون الدبلوماسية السعودية واضحة وصريحة بلقاء وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع الرئيس الفرنسي. وأضافت الصحيفة قائلة "إن المواجهة مع مصر تعيدنا إلى ما قبل وبعد حرب 1973 حين كان المرحوم الملك فيصل عنصر الدعم والقوة في الانتصار، وتسجيل الحضور الذي مس الاقتصاديين الأوروبي والأمريكي نتيجة حظر النفط، وما تلاه من أزمات رفعت قيمة وأهمية الجغرافيا العربية وضروراتها لأوروبا وأمريكا." كما أبرزت صحيفة "الشرق" تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وما يحظى به الفيصل من احترام وحُب المصريين، فهم يذكرون على الدوام والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، - رحمه الله -، الذي وقف إلى جوار مصر في حرب العاشر من رمضان عام 1973. وقالت الصحيفة "تشعر القيادة المصرية الحالية بالامتنان لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لموقفه الداعم للحكومة المؤقتة في القاهرة، في وقتٍ تضيِّق فيه واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي الخناق عليها، ما أثار تخوفها من تعثر خارطة الطريق التي أُعلِن عنها في 3 يوليو الماضي". وأوضحت أن القيادة المصرية ترى أن الموقف السعودي تجاه الأحداث في مصر مثَّل الدعم الأقوى لها منذ توليها المسؤولية، وأتى في الوقت المناسب لأنه جدَّد تأكيد الرياض حرصها على أمن واستقرار مصر، وبالتالي كان منطقياً أن يحتفي المثقفون المصريون بكلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن ما يجري في بلدهم الجمعة الماضية. ومن جانبها، أكدت صحيفة "البلاد" أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وضع بوضوح وبلا لبس أو غموض النقاط على الحروف بكل ما يتعلق بالشأن المصري وموقف المملكة منه ومواقف الدول الأخرى. وبينت أن الحقيقة الأولى التي أكدها الفيصل أن انتفاضة ثلاثين مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري والحقيقة الثانية أن مصر أهم وأكبر دولية عربية وأن المملكة لا يمكن أن تقبل رهن مصيرها بناء على تقديرات خاطئة. وتابعت قائلة "من هنا وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رسالة قوية وواضحة وصريحة تنبع، كما قال سموه، من خلقه الإسلامي الذي يجعله يقف دائماً مع الحق دون أن يأبه بمصالح أو تحقيق مكاسب زائلة. أما صحيفة "الوطن"، فقالت "لا يختلف أحد على أهمية مصر الاستراتيجية، والتي لا تقتصر على الشرق الأوسط وحسب، وإنما على دول الغرب أيضا، فمصر تشكل بعدا استراتيجيا مهما، اكتسبته من موقعها الجغرافي الحساس، فإذا اقتصر الحديث على المكان، أما إذا تعداه إلى الإنسان والتاريخ، فإن هذه الأهمية تتصاعد دون شك..غير أن هذه الأهمية الحيوية التي تشكلها مصر لدول متعددة لا تبرر لهذه الدول التدخل في الشؤون الداخلية المصرية. وأوضحت أن ما يحدث في مصر شأن سيادي..الشعب صنع ثورته في ال25 من يناير 2011، وصححها في ال30 من يونيو 2013، والجيش المصري الوطني انصاع للمطالب الشعبية، وصحح مسار الثورة بتفويض شعبي. وبينت الصحيفة أن تصريح وزير الخارجية السعودي، أشار إلى نقطة شديدة الأهمية تتعلق بمواقف المجتمع الدولي من الأحداث التي تجري على الأرض العربية، بل يعري هذه المواقف المتضاربة منذ بدء الربيع العربي. وشددت صحيفة "عكاظ" على أن المملكة ومصر، عنوان عريض وكبير لكل ذي عينين.. عنوان لعلاقات قديمة متجددة، وعنوان لعلاقات أزلية لايمكن أن تشوبها شائبة أو يعتريها اهتزاز. وقالت الصحيفة "عندما تقف المملكة مع مصر الدولة ومصر الشعب، فإن ذلك يعني أنها تعتبر ذات أهمية استراتيجية قصوى للعرب والمسلمين، وعندما تتحرك المملكة في كل الاتجاهات لدعم مصر الدولة والشعب، فإن ذلك مؤشر إلى أن المملكة لن ترضى ولا تقبل أن يصيب مصر وشعبها أي سوء بأي حال من الأحوال". واعتبرت أن تصريحات الأمير سعود الفيصل التي أعلنها أمس عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي، ليست إلا تأكيدا على الموقف السعودي الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين حول الوقوف مع مصر في تحقيق أمنها واستقرارها، لتعود هذه الدولة العريقة إلى ممارسة دورها البناء في المصير العربي، ولتعود مصر كما العهد بها دائما مركز الثقل، بالإضافة إلى المملكة في توحيد المواقف المتباينة، وترتيب الصف، ووحدة المصير. كما أرجعت صحيفة "المدينة" أهمية بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أنه صادر عن زعيم عربي مسلم يكنّ له العالم كله أسمى آيات الاحترام والتقدير، ليس فقط لكونه ملك دولة لها مكانتها الروحية السامية في وجدان المسلمين في كافة أرجاء المعمورة ، باعتبارها مهبط الوحي وأرض الرسالة وموضع قبلتهم وأرض الحرمين الشريفين ، إلى جانب الثقل الاقتصادي والإستراتيجي والجيوسياسي الذي تتمتع به ، وأيضًا لما عُرف عن خادم الحرمين الشريفين من مواقف ومبادرات خيّرة وآراء مستنيرة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي تعكس حكمته وعقلانيته واعتداله وإنسانيته. ورأت الصحيفة أنه لم يكن من المستغرب أن يسهم هذا البيان الحاسم في تقديم الصورة الحقيقية للأحداث التي تشهدها أرض الكنانة منذ بضعة أسابيع ، تلك الأحداث التي تسرّ كل عدو كارهٍ لاستقرار وأمن مصر وشعبها. ونوهت صحيفة "اليوم" بتواصل الوقفة المخلصة والشجاعة للمملكة إلى جانب الشعب المصري الشقيق وقيادته التي تسعى إلى إخراج مصر من الوضع المتأزم المحزن للأصدقاء والمفرح للأعداء الذي نسجته أشباح الظلام لإغراق مصر الشقيقة العريقة بالدم والحريق والنار. وأشارت إلى تصريحات صاحب الأمير سعود الفيصل القوية والواضحة يوم أمس، والتي شخصت بدقة الموقف الدولي المتخاذل المخاتل الذي يعمي أعينه عن الجرائم البشعة التي ترتكب في المدن المصرية وعن الحرائق التي تشعل في شوارع مصر وتلتهم دور العبادة وأقسام الشرطة والمكتبات والمتاحف والمحلات، ويتهم زوراً وبهاتاً وتلفيقاً حكومة مصر وجيشها الباسل الذي نجح في إنقاذ مصر من واحد من أخطر فخاخ التاريخ التي جربتها بلاد الكنانة.