أعترف بأنني لم أتوقع يوما ،خيرا،من جماعة الاخوان وانصارها ، ولكني لم أكن أتصور أن يصل الأمر بأحد أعضاء هذه الجماعة،وقد قفز علي مقعد الرئاسة ، بعد سرقة ثورة يناير ، ان يخرج علي جموع الشعب المصري التي نفذ صبرها علي فشله واستبداده باسم الدين الاسلامي الحنيف، ليعلن واحدة من خطوات تمزيق مصر ،تضاف الي ما سبق من محاولات خسيسة ،علي رأسها احتكار الاسلام باعتبار انهم اخوان مسلمون والبقية "كفار قريش !"، ثم افتعال مواجهات بين مسلمين وأقباط ، أشهرها الاعتداء علي الكاتدرائية ، وهو أحد مفاخر "الناس بتوع ربنا" حيث انه الاول في تاريخنا الوطني ، وكما حرض مرسي وجماعته واتباعه ، من مندوبي المشروع الصهيوأمريكيً لصراع دموي بين المسلمين وتقسيمهم الي شيعة وسن?ة . فكان مشهد العار بالهجوم الهمجي البشع علي مواطنين شيعة. بدأ مرسي في حالة عصبية ظاهرة ، إذ رغم محاولة الاقناع بقوته وقوة جماعته، وتصاعدت العصبية حتي اقتربت من الهيستيريا ،وهو يتشبث بالكرسي ويعلن حربا أهلية في سبيله ، معطيا إشارة البدء الي انصاره بشن حرب حقيقية علي المصريين الذين احتشدوا بالملايين في كل ميادين مصر وشوارعها وأزقتها وحواريها الحلوة ،وليست المزنوقة، لتقول له إرحل .. وكأن الرجل الذي استمرأ الكذب والمراوغة وعدم الوفاء بأي وعد قطعه علي نفسه أو احترام لمقومات الدولة المصرية،يعيش في كوكب آخر لا وجود له ال?ا في مخيلته هو ومكتب إرشاده ،فإذ به يردد أكاذيب قيادات جماعته وشيوخ الصالة المغطاة ،ويلقي بما اثار سخرية العالم ،بان الملايين الذين لم تشهد مصر مثل احتشادهم بهذه الكثافة المذهلة،هم انصار الرئيس السابق وأضاف الكثير من مفردات خطاب اليمين الديني المتطرف ،مثل الفساد والخيانة والعمالة والكفر، وعلي الفور طرح السؤال نفسه ،من الذين قاموا إذن بالثورة ؟. ورويدا رويدا كشف مرسي في خطابه الأخير عن وجه رجل قدم نفسه في انتخابات الرئاسة علي انه الملاك الذي يحترم التاريخ المصري والشعب المصري الأكبر والاعظم من ان يقزمه طرف مهما استخدم من ادوات التضليل، كشر مرسي عن انيابه وأخذ يهددنا تهديدا صريحا ،بالعنف والدم ،وهو ما شرع انصاره علي تنفيذه في مناطق متفرقة من بينها منطقة بين السرايات ، ولأن مرسي وجماعته وانصاره يعيشون في أوهام العصور الوسطي،فلم ينتبه او ينبهه أحد ،الي انه "متجر?د"من أسباب تنفيذ مخطط جماعته ،فلا جيش معه ،عادت اللُحمة بين الشعب وجيشه الذي كان أول من استهدفه الاخوان بترويج الشعار الخياني الخسيس "يسقط حكم العسكر" ونسي او انسته غربته عن الوجدان الوطني ان جيشنا هو در?ة التاج في التاريخ، ولا شرطة الي جانبه بعد كل التشويه الذي حاولوا هدمها به ولا قضاء ولا إعلام ،باختصار لا شعب ولا مؤسسات مع فكرة الخلافة الوهمية . لذلك يضيف مرسي دليلا جديدا علي فشله في التعامل مع مصر الوطن ،مصر التي اراد وجماعته تقويض بنيانها ،فتمردت ثم ثارت ،ولن تسمح لهذا الرجل بالبقاء،مهما لو?ح بالعنف والدم وهو ما لم يجاهر به المحتل.. ستنفض مصر الواحدة بكل اطيافها غبار عام اسود كئيب وتعود شمس الحرية والوسطية والتسامح والتدين الصادق،تسطع في سمائها باذن الله.