أظن أن داء السعار بشكله التقليدي المتعارف عليه طبياً ليس بالقطع هو الوحيد . مظاهر السعرنة أكثر في الواقع من أن تحصى أو تعد . قطعان العضاضين من الكلاب السعرانة المتحورة جينياًَ تختلف عن السلالات التقليدية ليس في الشكل فقط ، إنما كذلك في أنها بالإضافة إلى الأجساد أصبحت تغوص بأنيابها في مساحات البهجة أو الشجن أو مواطن الحلم أو التذكر أو القدرة على العشق . الشوارع تعج بالكلاب السعرانة ، ولايمنع العين الخبيرة من أن تميزها خلال الأشهر الماضية سوى الاعتياد . التحول الوحيد الذي تلمحه العين الخبيرة هو أنها لا تنبح . بل تعوي .