قال خبراء في النقل البحري والاقتصاد في مصر، أن الزيادة التي أقرتها قناة السويس على رسوم المرور، والتي تراوحت ما بين 2 إلى 5% على جميع أنواع السفن متناسبة مع حركة مرور الحاويات التي تشهد زيادة في معدلاتها ولكنها لا تتناسب مع حجم مرور ناقلات النفط والغاز الطبيعي التي تراجعت في الفترة الأخيرة وتسجل طبقا للإحصائيات انخفاضا في معدلات المرور عبر قناة السويس. وقال الدكتور عبد الحميد صديق، رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة قناة السويس أن الزيادة التي أقرتها إدارة القناة تتناسب مع حجم اقتصاديات النقل البحري لسفن الحاويات بصفة خاصة، ومع زيادة حركة الصادرات التجارية من دول شرق آسيا والصين إلى أوروبا عبر قناة السويس. وتوقع «صديق»ن أن تحقق قناة السويس عام 2013 زيادة نسبية في إيراداتها عن العام الماضي والتي حققت إيرادات بلغت 5 مليار و221 مليون دولار بسبب ارتفاع معدلات مرور الحاويات والزيادة النسبية في رسوم المرور. وقال أن الزيادة التي أقرتها قناة السويس على سفن الحاويات تتناسب مع حركة التجارة العالمية، وتحويل خطوط ملاحية عالمية للحاويات مساراتها غلى قناة السويس بدلا من قناة بنما. وتعد سفن الحاويات العميل رقم 1 لقناة السويس وحققت حمولات سفن الحاويات المارة بالقناة خلال الربع الاول من العام الجاري نحو 121مليون و522 الف طن بزيادة طفيفة بنسبة 0.6% عن نفس الفترة من العام الماضي التي بلغت حمولاتها 120 مليون و811 الف طن. وبدأت قناة السويس في أول مايو الجاري زيادة في رسوم المرور بنسبة 5% على ناقلات البترول الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي المسال والغاز البترولي المسال وناقلات الكيماويات والسوائل الأخرى وسفن البضائع الصب المارة بالقناة وزيادة بنسبة 2% على سفن الحاويات وحاملات السيارات من رسوم العبور المطبقة حاليا .وزيادة رسوم باقي أنواع السفن بنسبة 3%من رسوم العبور المطبقة عليها. ويقول سمير معوض خبير النقل البحري في مصر، أن قرار إدارة القناة برفع رسوم ناقلات النفط والغاز بنسبة 5% قد يكون غير موائما نسبيا مع حجم التراجع في معدلات شحن الوقود عبر قناة السويس والمتجه من منطقة الخليج العربي إلى الولاياتالمتحدة ودول أوروبا. وأكد أن الفترة القادمة ستشهد القناة تراجعا في معدلات شحن النفط يقابلها زيادة في معدلات شحن منتجات النفط ومشتقاته بسبب استكفاء الولاياتالمتحدة ودول أوروبا من المخزون النفطي الاستراتيجي لديها وظهور مناطق أخرى لإنتاج البترول في خليج المكسيك وأمريكيا اللاتينية، وإقامة معامل لتكرير البترول داخل الدول المنتجة بالخليج العربي بدلا من اوروبا . وقال أن دول الخليج العربي لجأت لضخ النفط عبر أنابيب البترول واستعاضت عن ذلك بالنقل البحري حتى تكون صادراتها في مأمن بعيدا عن التهديدات الإيرانية التي تطلقها من الحين للأخر بإغلاق مضيق هرمز في حالة تعرضها لأية تهديدات من جانب الولاياتالمتحدة وحلف الناتو. وفي وقت لاحق أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس إن إعداد وحمولات سفن الحاويات المارة بقناة السويس والتابعة لشركة الملاحة العالمية "ميرسك لاين" تحقق تتصاعدا في معدلات مرورها بقناة السويس مع منتصف شهر ابريل / نيسان الجاري، متوقعا أن تسجل قناة السويس خلال الأشهر القادمة ارتفاعا ملحوظا في معدلات في حمولات السفن المارة بقناة السويس. ونشرت تقارير صحفية صادرة من لندن جاء فيها أن بيتر هينشليف، الأمين العام للغرفة الدولية للملاحة قال "أن ليس هذا هو الوقت المناسب أمام هيئة قناة السويس لإعلان زيادة الرسوم التي تبدو مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض قطاعات التجارة وسيجد كثير من ملاك السفن أن من المستحيل تحميلها للعملاء"، وذكرت الغرفة الدولية للملاحة إن الطريق حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح أصبح أقل تكلفة نسبيا، حيث تلجأ السفن لأسلوب جديد يعتمد على خفض سرعتها لتقليص استهلاكها للوقود. وأرجعت قناة السويس قرارات الزيادة بعد دراسة توقعات معدلات النمو الاقتصادي العالمي في جميع مناطق العالم خاصة في المناطق المرتبطة والمؤثرة على قناة السويس وبعد الدراسة على اقتصاديات النقل البحري خلال العام الجاري .ودراسات حركة التجارة العالمية ومعدلات نموها بالنسبة لجميع انواع البضائع العابرة للقناة وما أسفرت عنه الدراسات من توقعات الأسطول العالمي الناقل لمختلف أنواع البضائع .