كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قلقة إزاء ما تشهده المنطقة العربية من انقسامات من شأنها إعاقة الجهود الأمريكية لحل الأزمات التي تواجه الشرق الأوسط ، بما في ذلك الاضطراب الاقتصادي المصري والحرب الأهلية السورية. ووفقًا لمسئولين بارزين عرب وأوروبيين،فإن الانقسامات الإقليمية تقودها المنافسات الدينية والسياسية والاقتصادية، التي تفاقمت من قبل الثوار وحركات التمرد؛ التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ أوائل عام 2011 م، مشددين أن الانشقاقات بين الدول العربية تجاه حكومة الرئيس « محمد مرسي » ،تعمل على تقويض الخطط الأمريكية في إيجاد طرق لاستقرار مصر، التي تواجه أزمة مالية متفاقمة. وأشار مسئول أمريكي بارز، إلى عدم وجود أي تحالف عربي متماسك، وأن الانقسامات الآن من شأنها أن تشعل الصراع على السلطة في المستقبل. وأوضح المسئولون أن المنطقة العربية انقسمت إلي معسكرين، المعسكر الأول هو قطر وتركيا، اللذان يدعمان الإسلام السياسي في مصر وسوريا وتونس وليبيا وقدمتا الدعم للإخوان المسلمين، أما المعسكر الثاني فيضم السعودية والإمارات والأردن وهم الممالك السنية التي تحمل عائلاتهم المالكة العداء تجاه الإخوان. ومن جانبه، تحدث مسئول عربي بارز من دول المعسكر الثاني، عن علاقة حكومة بلده مع قطر بقوله « لدينا خلافات جوهرية للغاية على السياسة، فنحن نؤمن بفلسفات مختلفة »، موضحًا إيمان حكومته بالعلمانية بينما المعسكر المضاد يدعم الإسلام السياسي. وتحدثت الصحيفة عن تراجع مساعي الدول الشقيقة لمصر من اجل مساندتها للمرور من أزماتها، حيث قدمت قطر 8 مليار كمساعدة مالية، أما السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى رفضت إلى حد كبير تقديم الدعم معارضين سرًا للسلطة التي تمارس من قبل الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أن آمال « جون كيري » وزير الخارجية الأمريكي في استئناف عملية السلام العربي الإسرائيلي تعتمد على ما إذا تبقت هذه الانقسامات، ويسعى « كيري » لإحياء مبادرة الجامعة العربية لعام 2002 م التي سوف تدعم اعتراف الدول الإسلامية بإسرائيل في مقابل إنشاء دولة فلسطينية على حدود ما قبل 1967 م. يذكر أن قطر وتركيا والسعودية هم الأكثر عدوانية في توفير الدعم الدبلوماسي والعسكري للثوار الذين بدءوا في دمشق في مارس 2011 م، ولكن قطر والسعودية تدعمان فصائل مختلفة داخل المعارضة ،مما يسبب إحباطًا للجهود الأمريكية والأوروبية في خلق جبهة موحدة ومعتدلة ضد « الأسد ».