لا تزال وفاة «كارمن وينشتاين» وفاة زعيمة «الطائفة اليهودية» بمصر ، تشغل بال العديد من الصحف العالمية، حيث من المنتظر أن تُشيع جنازتها ظهر اليوم في «المعبد اليهودي» بشارع عادلي بوسط العاصمة المصرية «القاهرة». وبما أن عدد اليهود في مصر قد تقلص منذ قيام ثورة 1952، والذي قام بها عبد الناصر ورجاله من الضباط الأحرار، تمسكت «كارمن» بالإقامة في مصر، على الرغم من أن عدد كبير من أفراد أسرتها فد غادروا إلي «إسرائيل»، لكنها تمسكت بمكان مولدها.
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «الاندبندت» البريطانية في مقالها عن «كارمن»، والتي أفردت فيها عن حياة «الراحلة»، بالإضافة إلي مجودتها الخاصة بدعم المجتمع اليهودي «المشتت» في مصر.
وتابعت «الاندبندت» الحديث عن «كارمن» حيث قالت: "الطريف في الأمر أن «كارمن» كانت من مؤيدي الحفاظ علي «مقابر البساتين»، والتي ستُدفن بها، موضحة أن العديد من أقاربها قد دفنوا بها ، يذكر أن «مقابر البساتين» تُعد من أكبر المدافن في القاهرة، والوحيدة المتبقية ل «يهود مصر»".
وألقت الصحيفة الضوء على نبذة من حياة «وينشتاين»، حيث قالت أنها قد تلقت تعليمها في مدارس وجامعات مع غيرها من «المسلمين والأقباط» المصريين، فقد تخرجت من جامعتي القاهرة والجامعة الأمريكية، حيث درست الآداب، وكان والدها يمتلك متجر طباعة كبير في القاهرة، وقد عملت زعيمة اليهود به لحوالي نصف القرن بعد وفاة والدها حتى يظل أسم العائلة مرفوعا عليه ، المتجر الذي قد تحول الآن لمحل بيع أدوات مكتبية في العاصمة.
وأضافت الصحيفة: «كانت «وينشتاين» زعيمة ل «المجتمع اليهودي بالقاهرة»، وقد ساعدت على إقناع السلطات المصرية في الدفع بترميم أربعة من «المعابد اليهودية بالقاهرة»، وأبرزت الصحيفة ما قالته صديقتها «ماجدة هارون» والتي أكدت أن من أحد إنجازاتها هي إقناع اليهود في مصر على «الإتحاد مجدداً»، واستخدام «كنيس عدلي» (المعبد اليهودي الأكبر في القاهرة) ، بعد أن تم إغلاقه لمدة زمنية طويلة.
وقالت «هارون»: "لقد كنا «مشتتين» لعقود طويلة ، حتى جاءت «وينشتاين» وقررت أن تجمعنا سويا مرة أخرى ، كما أصرت على أن تُمارس الطقوس الدينية اليهودية داخل المعابد كوسيلة للجمع بين اليهود".
وأكملت الصحيفة مقالها عن زعيمة الطائفة اليهودية في مصر، حيث أشارة إلى جهودها في الإلحاح على تذكير اليهود المصريين فضلا عن المجتمع المصري كله بأن اليهود هم جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري، كما أن لهم الحق في المشاركة السياسية والاقتصادية وغيرها كأبناء من الوطن مصر ، وكان مما قالته صديقتها «هارون» عنها أن أكثر ما كان يعجبها، أي «وينشتاين» ، في مصر أنها تُربي أبناءها على عدم وجود فروق بين الديانات فقد كانت تلعب مع جيرانها بدون أن يتم سؤالها عن دين أو غيره من دواعي التفريق.
يذكر أن «وينشتاين» قد كتبت في خطاب الجمعية الأخير لها عن احتفالات عيد الفصح لهذا العام ، حيث تحدثت عن أعداد الحاضرين الذين قد تجاوزوا 50 شخصا من الشخصيات السياسية العامة في المعبد اليهودي بالقاهرة.