"إن مصر وطننا الذي عيشنا علي أرضه طوال أربعة حروب؛ لذا فلماذا ينبغي علينا مغادرتها الآن، ما الذي سيحدث لنا"؟، بتلك العبارات ردت نادية .س. هارون، أحد أعضاء الجالية اليهودية في مصر ردًا على سؤال لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عما إذا كان هناك فرصة لتفكك المجتمع اليهودي في مصر ومغادرته البلاد، عقب وفاة رئيسته كارمن وينشتاين، خاصة في ظل الأوضاع السياسية التي تشهدها البلاد. ووصفت هارون وفاة وينشتاين السبت، عن 84 عامًا بأنها "خسارة كبيرة بالنسبة لهم"، وأضافت أنه سيتم عقد اجتماع في القريب العاجل لاختيار خليفة لها. وتولت وينشتاين رئاسة الطائفة اليهودية خلفًا لوالدتها إيستر وينشتاين التي توفيت في مارس 2006 عن عمر ناهز 96 عامًا، والتي جرت محاولات لنقل جثمانها ليدفن في إسرائيل؛ غير أن ابنتها أصرت على دفن الجثمان في مقابر اليهود بالقاهرة. وقالت الصحيفة، إن تسيفي مازيل، وهو سادس سفير لإسرائيل لدى مصر وزوجته كانا على معرفة جيدة بوينشتاين. وقال مازيل إنه التقى بها لأول مرة في عام 1980، بينما كان يعمل في السفارة في مصر, وأوضح أن ولاءها كان للمجتمع اليهودي رغم كونها صغيرة جدًا وكانت تعاني من ضغط الأمن المصري! ، كما أنها كانت تشرف علي جميع الأعياد، وكانت تحظي بضيافته باستمرار بوصفه سفير إسرائيل لدي مصر، وكانت السفارة تستقبلها في جميع احتفالاتها. كما أن الكاتبة ميشيل مازيل زوجة السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة كانت على اتصال دائم بوينشتاين حتى رحيلها. واعتبرت أنها "كانت مدافعًا قويًا عن المجتمع اليهودي المصري"، وأشارت إلى "أنها لم تفكر في الرحيل عن مصر، فهي كانت تشعر بعمق أنها مصرية على الرغم من صعوبة تفهم ذلك". ووصفت وينشتاين بأنها "كانت امرأة ذكية للغاية كرست حياتها للمجتمع. وكان أحد أهم مسؤولياتها هو الحفاظ على مقبرة اليهود، فحينما توفيت والدتها تولت قيادة المجتمع خلال أصعب الأوقات". وأشارت إلى أنه "لا يوجد رجال في المجتمع اليهودي في مصر، فقط هو مجتمع من النساء، فلا يكتمل عدد الأفراد اللازم للصلاة بحسب الشريعة إلا بوجود الأجانب أو السياح؛ إنه يوم حزين جدًا بالنسبة لليهود المصريين". وردًا على سؤال للصحيفة عما إذا كانت وينشتاين كان لديها أمنيات رغبت في تحقيقها قبل وفاتها، ردت ميشيل بأنها ربما كانت ترغب في شخص يواصل رعاية المقبرة والمجتمع اليهودي. وكانت وينشتاين كانت تعاني بشدة من جلطة في الدم في ساقيها ، وحذرها الأطباء بأن تكف عن النشاط البدني؛ لكنها واصلت أنشطتها الاجتماعية إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، بحسب الصحيفة، لافتةً إلى أنها كانت متواجدة لتفقد أعمال الترميم في كنيس المعادي. وأشارت الصحيفة إلي أن الحاخام مارك الفاسي سيأتي من فرنسا إلي مصر الأربعاء لإجراء مراسم جنازة وينشتاين التي سيحضرها السفير الإسرائيلي في مصر يعقوب أميتاي.