قال مصدر مطلع داخل حزب الوفد، أن هناك خلافات نشبت بين حزب الوفد من جهة, وجبهة الإنقاذ الوطني من جهة أخري, مما دفع "الوفد" لدراسة الانسحاب من الجبهة بشكل جدي، حال استمرارها بنفس مواقفها وتوجهاتها التي يعترض "الوفد" عليها. وصرح المصدر لشبكة الإعلام العربية «محيط» :" أن الحزب قام أمس الثلاثاء بتخفيض تمثيله بالجبهة كخطوة أولي لهذا الأمر، ليكون حسام الخولي، السكرتير العام المساعد للحزب، ممثل "الوفد" بالجبهة بدلا من الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، وفؤاد بداروي.
وكشف المصدر أن الأسباب التي فجرت الخلافات بين "الوفد" والجبهة هي الاعتراض على سوء أداء جبهة مما أدي لتراجع شعبيتها كثيرا في الشارع، وصدور تصريحات ومواقف غير منضبطة عنها تخالف توجهات "الوفد"، وتجسد ذلك في التظاهر الدائم الذي تنتهجه الجبهة والذي يؤدي دائما لحدوث اشتباكات ووقوع مصابين وقتلي، والرفض الدائم للحوار، والذي كان أخره منذ أكثر من أسبوعين، حينما كان هناك توافق بين القوي السياسية وتم التوصل لاتفاق شبه نهائي، لكن الجبهة رفضته فجأة دون مبرر.
الأمر الذي أدي لتراجع شعبية الجبهة كثيرا، كما أن موقف الجبهة الرسمي –إلي الآن- مقاطعة الانتخابات، لكن "الوفد" سيخوض الانتخابات ويستعد لها علي قدم وساق، فضلا أن هناك مطالب وفدية بالانسحاب من هذه الجبهة وخوض الانتخابات منفردًا بعيدًا عن أي تحالف.
بالإضافة إلي أن الجبهة تتجاهل "الوفد" في معظم المواقف والبيانات التي تصدرها، خاصة أن شباب الجبهة وبعض القوي داخلها ترفض استمرار "الوفد" بداخلها وتعتبره من المحسوبين علي النظام السابق، في ظل تقديم بعض الوفديين استقالات من الحزب اعتراضا علي وجوده بالجبهة.
وكان اجتماع قد جمع "البدوي" وبعض قيادات "الوفد" مع عمرو موسي، رئيس حزب المؤتمر، والقيادي بجبهة الإنقاذ، يوم الأحد الماضي، وأوضح المصدر ذاته أنه تم الاتفاق بينهما علي خوض الانتخابات، وأن يكون هناك تحالفا بشكل مبدئي، بعيدًا عن باقي أحزاب الجبهة.
من جهته، أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة، نائب رئيس حزب الوفد، أن "الوفد" يتحفظ ويتعرض علي بعض مواقف وبيانات جبهة الإنقاذ، وقد خرجت بعض هذه المواقف والبيانات دون الرجوع للوفد رغم أنه أحد أهم الرئيسية لها.
وقال في تصريح خاص ل"شبكة الإعلام العربية «محيط» :" كل حزب داخل الجبهة أو خارجها له كيان مستقل ورؤية مستقلة به ولائحة حاكمة له، وانضمام "الوفد" للجبهة لا يعني وجود تحالف سياسي وانتخابي كامل بيننا، والسياسة لا تعرف الثوابت".
بينما صرح حسام الخولي، السكرتير المساعد للوفد والممثل الحالي للحزب بالجبهة، أن تقليل تمثيل الحزب في جبهة الإنقاذ لا يعني الانسحاب منها, وإنما هو اعتراضا علي بعض مواقف الجبهة وقراراتها التي تأخذها دون التشاور مع بقية القوي المشاركة معها, مما وضع الحزب في حرج، ولذلك اضطر لأخذ هذا الموقف، رافضا الكشف عن المواقف الخلافية والتي يعترض عليها "الوفد"، وأنهم لن يتحدثون عنها لوسائل الإعلام.
يذكر أن وثيقة إعادة تشكيل جبهة الإنقاذ التى تم تداولها على إنها التشكيل النهائى لجبهة الإنقاذ الوطنى، أثارت جدلا وخلافا حادا بين قيادات الجبهة، حيث نفى بعض أعضاء الجبهة صحتها جملة وتفصيلا، بينما قال آخرون إنه تمت مناقشتها بالفعل وإنها نهائية.