تصاعدت في الفترة الأخيرة، وتيرة الخلافات سواء داخل الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ، أو على مستوى قيادات الجبهة، ما قد يطيح بمستقبل الجبهة، التي عدها البعض بأنها "المعارضة الحقيقية" الموجودة على الساحة السياسية الآن. من جهتها أعلنت مصادر مطلعة فى حزب الوفد، أحد الأحزاب الهامة الداخلة في تشكيل الجبهة، أن الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، أصدر قراراً بتخفيض تمثيل الوفد فى اجتماعات جبهة الإنقاذ، بحيث يمثل الوفد فى الاجتماعات المهندس حسام الخولى السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، وذلك بعد أن كان الوفد ممثلاً بالدكتور السيد البدوى رئيس الحزب. وكان البدوى قد غاب عن اجتماعات الجبهة فى الفترة الأخيرة، وفسر البعض عدم حضوره اجتماعات الجبهة، بأنه اعتراض على سوء أداء جبهة الإنقاذ وصدور تصريحات غير منضبطة وتخالف توجهات الجبهة عن عدد بعض الشخصيات بخلاف من لهم الحق فى الحديث باسم الجبهة، مما أثار استياءً شديداً داخل حزب الوفد ودفع عدداً من أعضاء الوفد لتقديم استقالاتهم. فيما كشفت مصادر بجبهة الإنقاذ، عن أن حزب الوفد، يتجه إلى الانسحاب من الجبهة التي تضم عددًا من الأحزاب والقوى المدنية المعارضة؛ وذلك اعتراضًا على "الشخصنة"، ورغبة منه فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، بالمخالفة لقرارات الأحزاب الأخرى بالمقاطعة، فضلاً عن الاتهامات للحزب من "التيار الشعبى" بزعامة حمدين صباحي، وحزب "الدستور" برئاسة الدكتور محمد البرادعي بأنه بات المأوى لفلول النظام السابق. وأكد عبد الحميد الإمام القيادى الوفدي، أن هناك اتجاهًا بالفعل داخل الحزب يدعو للانسحاب من الجبهة، لأنها "أصبحت غير مؤثرة فى الشارع"، كما أن الحزب يريد خوض الانتخابات البرلمانية فى الوقت الذى ترفض عدد من أحزاب الجبهة ذلك، موضحا أن انسحاب "الوفد" سيؤدي إلى انهيار جبهة الإنقاذ، لأنه يمثل القوة الصلبة داخلها. وقال الدكتور أحمد عبد الحفيظ، نائب رئيس الحزب الناصرى، وعضو جبهة الإنقاذ، إن هناك اقتراحًا داخل الجبهة لتقسيمها إلى حزبين: اشتراكى وآخر ليبرالى. وأعرب عن توقعه بأن الجبهة "ستتفتت قريبًا ليذهب الوفد ومعه مجموعة من الأحزاب فى اتجاه. من جانبه أكد أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية وعضو جبهة الإنقاذ، أن حمدين صباحي أكثر شخص لديه الرغبة في تولي منصب رئاسة الجمهورية؛ لأن "عينه دائمًا على الكرسى". فضلا عن الانقسامات داخل حزب الدستور، الذى يمثل أحد الأحزاب المشكلة للجبهة، والتى وصلت لحد الاتهامات المتبادلة بين قيادات الحزب، بالسعى وراء تولى المناصب القيادية داخل الحزب، فى انتظار لأن يحصل الحزب على اغلبية مجلس النواب القادم، ومن ثم تولى مناصب وزارية فى الحكومة المشكلة عقب تشكيل مجلس النواب. ومن أهم تلك الاتهامات، ما قاله عز الدين الهواري، عضو لجنة المائة بالحزب، والذى قدم استقالته لما وصفه ب"سوء التصرف، والإدارة الضعيفة والشللية"، من خلال سيطرة مجموعة على الحزب، ظنًا منها أن الحزب سيحقق أغلبية في البرلمان المقبل، ويصبحون وزراء. وطالب الدكتور أحمد دراج، القيادي بالحزب، كلاً من أحمد البرعي وعماد أبوغازي وخالد داوود وأنصارهم بترك الحزب، بعد أن تحول على أيديهم إلى ما سماه "دار مسنين وعجزة"، ولم يقدم شيئًا إلى الثورة والقوى الوطنية التي كانت تأمل أن يقودها إلى الحكم. وتابع دراج: "البرعي وشلته دمروا الحزب، ونجحت الأحزاب التي تأسست بعده في كسب ثقة الشارع مثل مصر القوية، ولن نترك الحزب، وطالبت البرادعي في اتصال تليفوني بإنقاذ الحزب من الشللية التي تستخدم طرقًا غير قانونية في السيطرة على الحزب، سعيًا إلى مناصب أو شهرة سياسية، ولم يرد للأسف".