"الأمة المصرية".. "تحالف علي صفيح ساخن "، يبدو أن هذا الوصف هو خير ما يعبر عما يحدث داخل التحالف الذي يقوده حزب الوفد والذي يضم عدد من الأحزاب الليبرالية وشخصيات عامة، حيث أن خلافات حادة حول ضم التحالف للكثير من الشخصيات والأحزاب المحسوبة علي النظام البائد المساه ب"الفلول" والتي قد تصبح كلمة السر في تأجيج الأوضاع بداخله، وهناك خلافات حول بعض بنود وثيقة التحالف بينهم، وهل يكون سياسيا فقط أم انتخابيا أيضًا، هناك أيضا استياء بالغ من الطريقة التي يدار بها، وهناك ما يشبه حرب زعامات للسيطرة علي التحالف وهناك اتهامات صريحة تم توجهيها ل "عمرو موسي" الذي يتزعم حزب "المؤتمر المصري" فقد كان سببا لغضب بعض ممثلي الأحزاب من أن يترأس "موسي" "التحالفين معا، خاصة أنه رئيس شرفي لحزب الوفد. وشهد اجتماع تدشين تحالف "الأمة المصرية" الذي عقد بمقر "الوفد" تعثرا شديدا في المفاوضات بين أعضائه، مما أدي لتأخير المؤتمر الصحفي للإعلان.
كما أن خلافات الحادة بين بعض أعضاء الأحزاب- المنضمة للتحالف- وبين رؤسائها، حيث ان هناك رفض لدي البعض علي "الأمة المصرية"، ففي حزب "الوفد" يعترض بشدة عدد من أعضاء الهيئة العليا وأعضاء الحزب علي سياسيات الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، الذي يجري مفاوضات ونقاشات بشأن "الأمور المصرية" قبل أن يحسم "الوفد" داخليا موقفه النهائي من التحالف، ودون الرجوع سواء للمكتب التنفيذي أو الهيئة العليا للحزب، خاصة ان الحزب كان يأمل أن يندمج تجمع المؤتمر المصري يندمج بداخله، وهو ما رفضته الأحزاب المنضمة ل"المؤتمر المصري".
من جهته، أكد "أحمد عز العرب" نائب رئيس حزب الوفد، ل"شبكة الإعلام العربي- محيط" أنه لم يحضر اجتماع "الأمة المصرية" لإعتراضه بشدة علي طريقة إدارة "البدوي" للحزب، حيث أنه يتعامل معه وكأنه عزبه خاصة يمتلكها، متسائلا: "كيف يكون -الوفد- طرفا في شيئا لم يحسم داخليا بعد؟، وبالتالي فطريقة إدارة الحزب هكذا طريقة منحطة وغير مقبولة بأي شكلا من الأشكال، واستمرارها هكذا ستعرض الحزب لانفجار كبير من الداخل وتجعله ينتحر سياسيا بفضل السيد البدوي".
واتفق معه حسام الخولي سكرتير مساعد حزب الوفد, قائلا: "الحزب به مؤسسات هي فقط صاحبة القرار وليس رئيسه, وأنا لا أعلم أي شيء عن التحالف، وفوجئت بموعد اجتماعه مؤخرًا لتدشينه".
كما رفضت الأمانة العامة لحزب ''غد الثورة'' بالفيوم التحالف الذى أقامه الدكتور أيمن نور رئيس الحزب مع عدد من أحزاب لأنها أحزاب الفلول ومجهولة، مناشدين نور بالعودة إلى رشده والاستماع لقواعد الحزب وأعضائه الذين يرفضون هذا التحالف أو حتى الاندماج فى أى كيانات حزبية اعتادت علي عقد الصفقات مع الوطنى المنحل بحثا عن مصالح ضيقة وبعيدا عن مصلحة الوطن، حسب قولهم.
وأكدوا أن قرار الانضمام لهذا التحالف هو تدمير للحزب وإذابته فى كيانات ضعيفة لن تقدم أو تؤخر، وأنه كان يجب الرجوع لقواعد الحزب فى المحافظات بدلا من الانفراد بالقرارات المصيرية التى قد تقضى نهائيا على الحزب.
وقالت مصادر إن "عمرو موسي" يجري باتصالات مكثفة مع العديد من الشخصيات المستقلة, محاولا إقناع القوي السياسية المندمجة في تجمع "المؤتمر الوطني" الذي يترأسه بالتنسيق مع تحالف الامة المصرية والاندماج داخل حزب الوفد وتحت رايته, إلا أن هناك رفضًا كبيرا لهذا الأمر لإنفراد موسى برئاسة التحالفين.
وقد أعلن حزب السلام الاجتماعي كذلك المهندس حسب الله الكفراوي رفضه لهذا التحالف الذي وصفه "الكفراوى" بأن التحالف مجرد ديكور يسعي أعضاؤه للشو الإعلامي والمصالح الشخصية، كذلك أكد الشاعر والسياسى "فاروق جويدة" رفضه وانسحابة من هذا التحالف، كما أن هناك أحزاب وشخصيات أخري في طريقها للانسحاب، وفقا لمصادر.
وتوقع الدكتور "يسري العزباوي"، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فشل تحالف "الأمة المصرية" او بتعبير أدق عدم نجاحه بالقدر الكافى الذي يعتقده البعض وكما يروجه أصحاب هذا التحالف، لأن هذه النخب الليبرالية لا تعمل ولا تنسق فيما بينها بشكل أفضل، فالبحث عن المصالح والزعامات أبرز الأسباب التي دائما ما تؤدي لفشلهم، مؤكدًا أن استمرار الخلافات فيما بينهم سيؤدي لأنهياره كما أنهارت سابقا محاولا توحيد جهود الليبراليين. مواد متعلقة: 1. البدوي وموسى يعلنان إطلاق "تحالف الأمة المصرية" من مقر الوفد 2. اعتصام مفتوح لشباب الوفد لاقالة " البدوى " والهيئة العليا للحزب 3. الوفد يُبارك «تظاهرات خليل» ولن يشاركهم إلا بدعوة رسمية وتنسيق مُسبق