حالة من الغضب والخلافات الحادة تشعل تحالف "الأمة المصرية" الذي يقوده حزب الوفد، حيث يعترض عدد من أعضاء الهيئة العليا للوفد علي سياسيات الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، الذي يجري مفاوضات ونقاشات بشأن "الأمور المصرية" قبل أن يحسم "الوفد" داخليا موقفه النهائي من التحالف، خاصة أن الحزب كان يأمل أن يندمج تجمع المؤتمر المصري يندمج بداخله، وهو ما رفضته الأحزاب المنضمة ل"المؤتمر المصري". كما أن هناك ما يشبه حرب زعامات للسيطرة علي تحالف "الأمة المصرية" وهناك اتهامات صريحة تم توجهيها ل "عمرو موسي"، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة، فرئاسه "موسي " لحزب "المؤتمر" المزمع الذي اعلن عن تدشينه منذ ايام كان سببا لغضب بعض ممثلي الاحزاب من ان يرأس "موسي" "التحالفين معا خاصة أنه رئيس شرفي لحزب الوفد، فضلا عن أن التحالف يضم عدد من الفلول الذين يعترض عليهم البعض علي انضمامهم. وشهد الاجتماع المغلق الذي عقد بمقر حزب الوفد تعثرا شديدا في المفاوضات، وبين شد وجذب استمر الاجتماع المغلق أكثر من 3 ساعات كاملة أدي إلي تأجيل المؤتمر الصحفي أكثر من ساعتين، وقد خرج من الاجتماع الدكتور مصطفي الفقي، عضو أمانة سياسات الحزب الوطني المنحل، غاضبا رافضا الادلاء بأي تصريحات للصحفيين. من جانبه أكد أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد، ل"الحرية والعدالة" أنه لم يحضر اجتماع "الأمة المصرية" ، اعتراضا منه علي طريقة إدارة الدكتور السيد البدوي للحزب، حيث أنه يتعامل معه وكأنه عزبه خاصة يمتلكها، متسائلا:" كيف يكون "الوفد" طرفا في شئ لم يحسم داخليا بعد؟، وبالتالي فطريقة إدارة الحزب هكذا طريقة منحطة وغير مقبولة بأي شكلا من الأشكال". من جانبه صرح الدكتور يحيي الجمل بأن إرجاء الإعلان عن تحالف الأمة المصرية جاء نتيجة الاختلاف بين المشاركين في التحالف حول بعض المواد التي جاءت في وثيقة التحالف، والتي استطاع كل من الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وعمرو موسى زعيم حزب المؤتمر أن يتوصلا لاتفاق حول مواد الوثيقة في الاجتماع الذي عقد بحزب الوفد. وأعلن سابقا حزب السلام الاجتماعي انسحاب المهندس حسب الله الكفراوي، وكذلك الشاعر فاروق جويدة، كما أن هناك أحزاب وشخصيات أخري في طريقها للانسحاب، . وفي سياق أخر، حاول عدد من شباب حزب الوفد الاعتصم بمقر الحزب عقب صلاة الجمعة أمس، وذلك اعتراضا علي سياسات ومواقف الحزب والتي أدت إلي تراجع شعبية الحزب في الشارع بدرجة كبيرة جدًا، حسب قولهم، مطالبين بضرورة إحداث تغييرات جوهرية كي يكون "الوفد" فاعلا حقيقيا في الحياة السياسية المصرية، إلا أن أمن الحزب قام بمنعهم من الدخول لمقر الحزب وطردهم، وكذلك منع دخول الصحفيين. من جانبه، قال ياسر ترك، المنسق العام لحركة شباب الوفد الحر من أجل التغيير- أحد الداعين للاعتصام- إن هناك شباب من الحزب سوف يشاركون في الاعتصام من 14 محافظة، رغم محاولات منعنا، وذلك تنديدا بعدم تواجد الحزب واختفاء أنشطته من الشارع، وعدم تفاعله بأي شكل من الأشكال مع المواطن، مما أدي إلي تعثر الحزب كثيرا وعدم تواجده بقوة سياسيا أو انتخابيا. وأشار إلي أنهم يطالبون بإعادة هيكلة الحزب وتصحيح سياساته، وفتح المقرات التي تم غلقها، وكذلك ضرورة عودة المفصولين من الحزب، وفتح الملف المالي للحزب، وكذلك العمل علي حفظ حقوق الصحفيين والعاملين بجريدة وبوابة "الوفد". وشدّد علي أن اعتصامهم مفتوح إلي حين الاستجابة لكافة مطالبهم، علي أن يتم رفع سقف المطالب لتصل إلي المطالبة بإقالة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب، حال التعنت وتجاهل مطالبهم.