بعد اتهامات سابقة وجهتها البحرين لطهران بتحريك جماعات داخل المملكة للخروج في تظاهرات وممارسة العنف ضد الشعب والسلطة في البحرين على حد سواء، أكدت البحرين أن موقف إيران في مؤتمر دول "عدم الانحياز" هو جزء من نفس عملية دعم جماعاتها في الداخل التي تدعي أنها تقوم بثورة، ولكنها في الحقيقة تتجه نحو حرب طائفية في البحرين يمكن أن تمتد إلى المنطقة. فقد ارتكب الاعلام الإيراني فضيحة كبيرة في قمة "عدم الانحياز"، عندما قاموا بتحريف كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في القمة، حيث تم استبدال اسم سوريا بالبحرين. وعلى إثر ذلك، أكدت سميرة رجب وزيرة الدولة لشئون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة البحرينية: "إن على دول العالم أن تدرك حقيقة المشروع الإيراني في المنطقة".
تزييف متعمّد
وصرحت الناطقة الرسمية باسم الحكومة البحرينية، بأن إيران تعمد استبدال اسم سوريا بالبحرين في ترجمة كلمة الرئيس المصري محمد مرسي أمام قمة عدم الانحياز، ويأتي ضمن "مشروع تصدير الثورة إلى المنطقة العربية".
وأكدت رجب في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" اليوم الأحد، على أن طهران تعمدت "تزييف الأسماء" في نص الترجمة حيث ورد اسم البحرين أكثر من مرة.
وكشفت أن المنامة لم تتلق أي رد رسمي بشأن الاحتجاج على تزييف" خطاب مرسي، مؤكدة في الوقت نفسه أن البحرين تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن نفسها إزاء هذا التزييف الذي يمتد إلى أمور أخرى.
وأوضحت رجب أن "إيران تزيف اسم الخليج العربي.. وتزيف الوقائع التاريخية عبر احتلال الجزر الإماراتية الثلاث"، مضيفة أن طهران تزيف أيضا "التاريخ عبر المطالبة بضم البحرين".
احتجاج رسمي
وفي أعثاب تلك الفضيحة، سلمت وزارة خارجية البحرين مذكرة احتجاج رسمية للقائم بالأعمال الإيراني مهدي إسلامي على ما قام به الإعلام الإيراني من خلال التلفزيون الرسمي من تزوير وتحريف من المترجم باللغة الفارسية، بوضع اسم "البحرين" بدلاً من اسم "سوريا" بخطاب الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، في الجلسة الافتتاحية لقمة دول حركة عدم الانحياز.
وتضمنت مذكرة الاحتجاج طلب اعتذار عن هذا العمل، الذي عدته الوزارة إخلالاً وتزويراً وتصرفاً إعلامياً مرفوضاً يشير إلى قيام أجهزة الإعلام الإيرانية بالتدخل في الشئون الداخلية للمملكة وخروجاً عن القواعد المتعارف عليها.
وندد الرئيس المصري بشدة ب"النظام الظالم" في سوريا في خطابه، فيما أفادت تقارير إعلامية أن الترجمة الفورية التي استخدمها التلفزيون الرسمي استبدلت سوريا بالبحرين.
حرب إعلامية ضد البحرين
وحول الأسباب التي دفعت الإعلام الرسمي الإيراني إلى استبدال اسم سوريا بالبحرين، أشارت رجب إلى أن طهران "تشن حربا إعلامية مستمرة على البحرين منذ 14 فبراير 2011".
واستطردت رجب خلال المداخلة الهاتفية قائلة: "إن هذه الحرب الإعلامية بدأت منذ وصول الخميني إلى الحكم في إيران إثر الثورة الإسلامية.. وذلك ضمن المشروع الإيراني لتصدير تلك الثورة إلى المنطقة العربية.
وعن اضطرابات التي تشهدها البحرين، جددت رجب اتهام الحكومة البحرينية لطهران بتحريك "جماعات داخل البلاد للخروج في تظاهرات وممارسة العنف ضد الشعب والسلطة" في البحرين على حد سواء.
وأكدت رجب أن ما أقدمت عليه إيران أخيرا في مؤتمر دول عدم الانحياز هو "جزء من نفس عملية دعم جماعاتها في الداخل التي تدعي أنها تقوم بثورة، ولكنها في الحقيقة تتجه نحو حرب طائفية في البحرين يمكن أن تمتد إلى المنطقة".
من جانبه، دعا أستاذ الإعلام والخبير في تحليل الخطاب السياسي الدكتور محمد شومان مصر للتقدم باحتجاج رسمي عن هذا التشويه الذي يسيء للعلاقات بين الشعبين المصري والإيراني والشعبين المصري والبحريني.
فضيحة إعلامية
واعتبر شومان في تصريحات له أن ما حدث ليس خطأ بالترجمة وإنما فضيحة إعلامية وأخلاقية وسياسية، تكشف عن السلوك الممنهج من أجل تزييف وعي وإدراك الرأي العام داخل إيران، ووصف الحادثة بأنها "عملية غسيل مخ، وتذكر بالدعاية السوداء المباشرة التي كانت تمارس خلال الحرب الباردة".
وكان المترجم بالتلفزيون الرسمي الإيراني قد عمد خلال ترجمته لكلمة الرئيس مرسي بالقمة، لتغيير مفردة "سوريا" بخطاب مرسي إلى مفردة "البحرين" فضلا عن عبارات أخرى، الأمر الذي أثر بشكل كبير على مضمون كلمة مرسي التي تعكس موقفه من الأزمة السورية.
وكانت معظم النقاط التي جرى فيها تحريف خطاب الرئيس المصري تتعلق بالملف السوري، فعندما قال مرسي "إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والعدالة والكرامة" سمعها الإيرانيون على تلفزيون بلادهم الرسمي "إن شعبي فلسطين والبحرين يناضلان للحرية".
وعندما ذكر مرسي تسلسل ثورات ربيع العرب بدءا بتونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وانتهاء بسوريا، حرف المترجم سوريا إلى البحرين وحول مفردة "الربيع العربي" إلى "الصحوة الإسلامية".
وامتد التحريف لمقاطع أخرى، أبرزها ما قاله مرسي عن حق النقض "فيتو" الذي استخدمته كل من روسيا والصين لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضد نظام الأسد، فحين قال مرسي: "إن الفيتو شل يد مجلس الأمن عن حل الأزمة السورية" تُرجمت في تلفزيون إيران الرسمي إلى "الفيتو" شل يد مجلس الأمن عن حل أزمات التحولات الشعبية".
وحين قال مرسي: "إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع" نقلها المترجم "نحن نتضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة الموجهة ضد هذا البلد" وكذلك عندما قال الرئيس المصري إن "وحدة المعارضة السورية ضرورة" نقلها المترجم "نأمل ببقاء النظام السوري المتمتع بقاعدة شعبية".
وقد دعا أستاذ الإعلام والخبير في تحليل الخطاب السياسي الدكتور محمد شومان مصر للتقدم باحتجاج رسمي عن هذا التشويه الذي يسيء للعلاقات بين الشعبين المصري والإيراني والشعبين المصري والبحريني.
واعتبر في تصريحات للجزيرة أن ما حدث ليس خطأ بالترجمة وإنما فضيحة إعلامية وأخلاقية وسياسية، تكشف عن السلوك الممنهج من أجل تزييف وعي وإدراك الرأي العام داخل إيران، ووصف الحادثة بأنها "عملية غسيل مخ، وتذكر بالدعاية السوداء المباشرة التي كانت تمارس خلال الحرب الباردة".
توترات سابقة
وكانت العلاقات بين البحرين وايران في توتر منذ نشر قوات سعودية في البحرين في اذار/مارس 2011 للمشاركة في قمع الاحتجاجات.
وفي 15 اذار/مارس 2011، استدعت البحرين سفيرها في طهران احتجاجا على الانتقادات الايرانية بعد نشر قوات سعودية في المملكة.
وقامت ايران في اليوم التالي بتدبير مماثل من خلال استدعاء سفيرها في المنامة.
وبعد عام ونصف من الغيارب قررت الخارجية البحرية عودة سفيرها في إيران، وقام السفير البحريني في ايران باستئناف مهامه في 12 اب/اغسطس، ولكن في مقابل ذلك رفضت الخارجية الايرانية أن تعيد سفيرها الى البحرين "في ظل استمرار القمع ضد الاحتجاجات السلمية" للشعب البحريني.
ونقل الموقع عن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان قوله: "ان طهران لن تتخذ قرارا بعودة سفيرها الى المنامة في ظل استمرار الحكومة البحرينية باستخدام العنف والغازات السامة ضد المتظاهرين السلميين". مواد متعلقة: 1. عمرو رشدي: الرئيس مرسى لم يتحدث عن البحرين في كلمته ب «طهران» 2. البحرين تحتج رسميا على "تحريف" إيران لخطاب مرسي