انتفض عدد من مشايخ الأزهر وعلمائه لما يحاك به الآن، جاء إثر الخلافات التي دارت حول مرجعية الأزهر في الدستور الجديد بين الأحزاب والقوى السياسية، إذ طالب حزبيون بأن يكون الأزهر المرجعية النهائية والملزمة للدولة في الأمور الشرعية، بينما أكد آخرون أنه يجب عدم النص علي أي مرجعية في الدستور. فالدكتور عبدالله النجار، الأستاذ بجامعة الأزهر، يطالب بالكف عن محاولات هز كيان مؤسسة الأزهر من خلال التحدث عن مرجعية الأزهر بين التأييد والرفض.
وفي تصريح خاص يقول النجار، « أنا أشفق على كل من يحاول التحدث عن إلغاء مرجعية الأزهر لقصور فهمه وقلة إدراكه عن دور الأزهر الشريف في نشر الدين بوسطية واعتدال، فالأزهر يقول برأي الدين وليس غيره مؤهل لذلك، كما أن لفظ «استشاري»، الذي حاول البعض إطلاقه على دور الأزهر لفظ غريب لا يقبله عقل.
في الوقت الذي أكد فيه الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر وعضو اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، على أن استقلال الأزهر ليس شعارا لكنه واقع لن نتنازل عنه وهو خط أحمر لن نسمح بالمساس به بعد أن عانى الأزهر من التهميش عدة قرون.وأضاف العبد إن الحفاظ على كرامة المواطن المصري المعيار الحقيقي الذي نسعى لتحقيقه وتفعيله خلال وضع الدستور الجديد مع ضرورة مراعاة أن يكفل الدستور الجديد الحريات العامة للجميع دون تفرقة على أساس الجنس أو اللون أو العقيدة.
ويقول الداعية الإسلامي الشيخ محمد الشريف، إنه مهما حدث من محاولات المتربصين بالأزهر الشريف لن يستطيع أحد المساس بمرجعية الأزهر التي ستظل الأولى رغم أنف الحاقدين والمتربصين والخائفين.
وأضاف الشريف، أنه لم ولن يحدث أن يتأثر الأزهر بسياسات أو حكومات لأن حكمه يستنبط من الدين لا من غيره والله تعالى يقول في كتابه العزيز« فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وأهل الذكر هم رجال الأزهر الشرفاء وعلماؤه الأجلاء.
موضحاً، « أقول لمن تجرأ وطالب بعدم مرجعية الأزهر وأن يكون دوره استشاريا فقط اعقل واتق الله فالأزهر الشريف هو المرجعية منذ الدولة الفاطمية إلى يوم الدين إن شاء الله وهو الوحيد القادر على أن يخرج الفتوى ويوظفها وهو يتكلم باسم الدين والدين ملزم فكيف يكون دوره استشاريا؟ فاتقوا الله في الأزهر وفى أقوالكم وافهموا دينكم ودعوا الأزهر وابتعدوا عنه
جاء ذلك تعقيبا على تصريح المهندس سعد الحسيني، القيادي بحزب الحرية والعدالة و رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب المنحل، أن دور الأزهر لابد أن يكون استشارياً فقط وليس المرجعية النهائية الملزمة للأمور الشرعية حتى لا يتغير رأي الأزهر وفقا للمتغيرات السياسية بين الحين والآخر.
وما قاله عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن الأزهر مؤسسة كبيرة مختصة بالتعليم الديني, ولا يجب إقحامها في القضايا الشرعية الملزمة للدولة.
وقال المستشار أمير رمزي، أمين عام الرابطة المصرية وعضو لجنة العدالة الوطنية, إن الاقتراح الذي قدمه الأزهر بإلغاء الفقرة المضافة للمادة الثانية في الدستور حول مرجعيته بأنه دعم للدولة المدنية, والتوافق داخل الجمعية التأسيسية, مؤكدا أن تفسير القوانين مرجعيته الخاصة للمحكمة الدستورية العليا.
بينما قال أمين إسكندر، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، إلي أن النص علي مرجعية الأزهر سوف يجعل مرجعية الأزهر فوق الدستور.
في الوقت الذي أعرب فيه الدكتور ياسر عبد التواب، المتحدث الإعلامي لحزب النور، عن تأييده لأن يكون الأزهر المرجعية النهائية والملزمة للدولة في الأمور الشرعية من خلال لجنة بحثية علمية في الأزهر مثل لجنة الفتوى.
ويرى الإعلامي، وائل قنديل، أن راية الأزهر الشريف ستظل شامخة مهما كاد له الكائدون، فقد مر به الكثير من المصائب وانتسب إليه الكثيرون ممن ليسوا أهلاً له، فالأزهر الشريف ليس مجرد جامعاً أو جامعة وإنما هو منهج وسلوك، الأزهر الشريف ليس زيا ولا شهادة، ومهما مرّ به من ضعف فلابد أن يكون الإصلاح من داخله فالأزهر الشريف يصلح نفسه بنفسه، وقد حاول الكثيرون في الفترات الأخيرة اختراقه فهم يقولون للعامة إن الأزهر المرجعية للمسلمين جميعا ولكن شرط أن يتم إصلاحه ويكون خلف هذا الشرط الكثير والكثير من المكائد، فهم يريدون إصلاح الأزهر من وجهة نظرهم يريدون أن تكون المرجعية لهم على اختلاف تياراتهم وألوانهم فهم يعرفون قدر الأزهر داخل كل مسلم في مصر وخارجها، فلو استطاعوا اختراقه ونشروا فكرهم من خلاله سيكون لهم السطوة على المسلمين جميعا في النهاية، فهذا نوع من الاختراق وهناك أيضا الكثير من الحيل لاختراقه فمثلا يجتمعون على شخص تخرج من الأزهر ولكن يسممون فكره بمعتقداتهم التي يعتقدون أنها هي الأصح ويأخذوه إلى جانبهم ويتكلموا من خلاله فهو يلبس الزى الأزهري ولكن فكره ليس فكر الأزهر، فهو مثل الذي يقول أنا مسلم ولكن أفعاله لا تدل على أنه مسلم، فالدين المعاملة وليس الدين هو تربية اللحية أو تقصير الثياب أو حتى المحافظة على الصلاة فالصلاة إن لم تنه عن الفحشاء والمنكر لا قيمة لها. مواد متعلقة: 1. مشادة بين عالمين أزهريين داخل التأسيسية.. والسبب مرجعية الأزهر 2. صلاة الرئيس بالأزهر تتصدر اهتمامات الصحف المصرية 3. صمت الأزهر والمفتى على المتطاولين