راية الأزهر الشريف ستظل شامخة مهما كاد له الكائدون، فقد مر به الكثير من المصائب وانتسب إليه الكثيرون ممن ليسوا أهلاً له، فالأزهر الشريف ليس مجرد جامعاً أو جامعة وإنما هو منهج وسلوك، الأزهر الشريف ليس زيا ولا شهادة، ومهما مرّ به من ضعف فلابد أن يكون الإصلاح من داخله فالأزهر الشريف يصلح نفسه بنفسه، وقد حاول الكثيرون فى الفترات الأخيرة اختراقه فهم يقولون للعامة إن الأزهر هو المرجعية للمسلمين جميعا ولكن شرط أن يتم إصلاحه ويكون خلف هذا الشرط الكثير والكثير من المكائد، فهم يريدون إصلاح الأزهر من وجهة نظرهم يريدون أن تكون المرجعية لهم على اختلاف تياراتهم وألوانهم فهم يعرفون قدر الأزهر داخل كل مسلم فى مصر وخارجها، فلو استطاعوا اختراقه ونشروا فكرهم من خلاله سيكون لهم السطوة على المسلمين جميعا فى النهاية، فهذا نوع من الاختراق وهناك أيضا الكثير من الحيل لاختراقه فمثلا يجتمعون على شخص تخرج من الأزهر ولكن يسممون فكره بمعتقداتهم التى يعتقدون أنها هى الأصح ويأخذوه إلى جانبهم ويتكلموا من خلاله فهو يلبس الزى الأزهرى ولكن فكره ليس فكر الأزهر، فهو مثل الذى يقول أنا مسلم ولكن أفعاله لا تدل على أنه مسلم فالدين المعاملة وليس الدين هو تربية اللحية أو تقصير الثياب أو حتى المحافظة على الصلاة فالصلاة إن لم تنهى عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له . فى الآونة الأخيرة ظهر الكثيرون الذين يظهر على سماتهم انتماؤهم للأزهر الشريف ولكن للأسف عقولهم مسممة، وهناك أيضا قضية خطيرة لايعلمها الكثيرون فقد يكون هذا الشخص فعلا تخرج من الأزهر الشريف ولم ينتم إلى أى جماعة متشددة أومنحرفة ولكنه ليس أهلا للتحدث فى الدين، فهناك من تخرج من كلية الهندسة أو الطب فى الأزهر الشريف فليس معنى أنه تخرج من الأزهر أنه يمكن له أن يكون مفتيا مثلا، ولكنه يكون طبيبا أو مهندساً ماهرا عارفا بربه ملم بأصول دينه يستطيع التفريق بين الصحيح من الخاطيء يمكنه أن يلمس الحق من الباطل بكل سهوله لأنه تربى فى كنه الأزهر الشريف فهو ليس من حقه الإفتاء مثلا فالفتوى لها شروط ولها دراسة خاصة بها فطالب الهندسة فى الأزهر الشريف ليس مثل طالب أصول الدين فى الأزهر الشريف فالأول ليس مؤهلا للفتوى لأنه درس الكثير من العلوم العلمية أما الثانى فقد تبحر فى العلوم الشرعية ود رسها بكثافة وتعلم كيفية تفهمها لأنه ليس كل من قرأ كتابا فقد فهمه . ما أريد أن أطرحه عليكم وأوصله من خلال تلك الكلمات أنه قبل أن نستمع على شخص لابد أن نعرف تفصيليا مدى علمه وكيف درس وما هو تخصصه وليس كل من ظهر وتحدث نأخذ بكلامه فقد يكون حقا يراد به باطلا قد يكون مرتديا الزى الأزهرى ولكنه لا ينتمى إلى الأزهر فالانتماء ليس بالشكل. اللهم ارحمنا وعافنا واعف عنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.