هل تخيلت يومًا أن مجرد معرفة رقم لوحة سيارتك قد يتيح للمخترقين الوصول إلى معلوماتك والتحكم في سيارتك عن بُعد؟ أمر يُعد ضربًا من ضروب الخيا، إلا أنه لم يعد مجرد خيال علمي! بل أصبحت حقيقة نعيشها في واقعنا اليومي. فقد أظهرت دراسات حديثة أن القراصنة أصبحوا قادرين على استغلال ثغرات بسيطة للتحكم في السيارات المتصلة بالإنترنت. في هذا التقرير سنلقي نظرة على أحدث الاكتشافات حول الاختراقات الإلكترونية في السيارات وما تعنيه لصناعة السيارات ككل. كيف يمكن اختراق السيارات عبر أرقام لوحاتها؟ في الماضي، كانت محاولات اختراق السيارات تتطلب خبرات تقنية عالية وسنوات من العمل. لكن مع تطور التكنولوجيا، تغيرت الأمور تمامًا. ومنها اكتشف باحثون ثغرات بسيطة في مواقع الويب لشركات السيارات، وهو ما سمح لهم بالتحكم في سيارات كيا الحديثة عن بُعد باستخدام رقم لوحة السيارة فقط! دراسة حالة عن اختراق سيارات كيا KIA وجد الباحثون أن الثغرة تكمن في بوابة الويب الخاصة بشركة كيا، والتي تتحكم في مزايا السيارات المتصلة بالإنترنت. من خلال استغلال خلل في التحقق من هوية المستخدم، تمكنوا من الوصول إلى امتيازات وكيل كيا، مما أتاح لهم التحكم في وظائف حيوية مثل فتح الأبواب وتشغيل المحرك. مدى خطورة الثغرة تشير الدراسة إلى أن هذه الثغرة تؤثر في ملايين سيارات كيا المصنوعة بعد عام 2013. يمكن للقراصنة استخدام رقم اللوحة فقط للتحكم في السيارة، بل وحتى الوصول إلى معلومات شخصية حساسة لمالك السيارة مثل الاسم، العنوان، ورقم الهاتف. المشكلة الأكبر في الثغرات المتكررة هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف ثغرات في أنظمة السيارات المتصلة بالإنترنت ومنها «كيا»، فقد تم اكتشاف ثغرة مشابهة في العام الماضي. لذا المشكلة لا تقتصر على كيا فقط، إذ إن شركات أخرى مثل هوندا وتويوتا تعاني أيضًا من ثغرات أمنية مماثلة، مما يشير إلى وجود مشكلة هيكلية في صناعة التكنولوجيا الحديثة للسيارات ككل. التداعيات على صناعة السيارات تثير هذه الثغرات العديد من المخاوف بشأن مستقبل السيارات المتصلة. قد تؤدي مثل هذه الحوادث إلى تراجع ثقة المستهلكين في تلك السيارات، وقد يتطلب تأمينها استثمارات ضخمة من الشركات المصنعة، ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة تكاليف السيارات والتأمين عليها. ما الذي يجب فعله؟ للتغلب على هذه المشكلة، يجب على شركات السيارات اتخاذ خطوات حاسمة، مثل: * تعزيز الأمن السيبراني: الاستثمار في أنظمة حماية قوية. * تحديث البرامج بانتظام: لإصلاح الثغرات المستمرة. * التعاون مع خبراء الأمن: للكشف عن الثغرات قبل أن يستغلها القراصنة. * توعية المستهلكين: بطرق حماية سياراتهم من الاختراق. ومع تزايد اعتماد السيارات على الإنترنت، أصبح من الضروري أن تعطي الشركات المصنعة الأولوية للأمن السيبراني.نظرًا إلى أن الثغرات الأمنية ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي تهديد مباشر لأمن وسلامة ملايين الأشخاص حول العالم.
