علقت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية يوم الجمعة على الوضع المشتعل في سوريا بالتساؤل عن مدى قدرة الرئيس بشار الأسد على الصمود بعد سقوط عدد من أقرب معاونيه، لافتة إلى أنه قد يكون بدأ بالفعل في رحلة السقوط للهاوية. وذكرت المجلة البريطانية في تقرير أوردته في نسختها الإلكترونية، إنه حتى بمعايير التليفزيون النظامي السوري لا تزال الفجوة بين الواقع والخيال كبيرة، لا سيما بعد الخامس عشر من يوليو ووصول القتال إلى شوارع العاصمة دمشق للمرة الأولى على مدار سبعة عشر شهرا هي عمر الثورة السورية، حيث يكافح طاقم الكاميرا ليجد صورة تبعث على الطمأنينة في الوقت الذي يقول فيه المعلق "لا شيء يحدث.. الوضع هادئ تماما" بينما تدوي أصوات المدافع في خلفية المشهد.
وأشارت المجلة إلى أنه في الأيام القليلة الماضية أسقط النظام السوري كافة الأقنعة عن وجهه؛ فحتى الذين كانوا يغضون النظر عن رؤية المروحيات والمدافع، والسمع عن دوي طلقاتها بالمناطق الآهلة بالسكان شمالي شرق العاصمة وضواحيها الغربية لم يعد في وسعهم الآن تجاهل الأخبار ، لا سيما بعد سقوط أقرب معاوني الرئيس الأسد أمس الأول 18 يوليو.
ومضت مجلة ذا إيكونوميست تقول "على مدار الأسابيع القليلة الماضية اتسعت رقعة الحرب الأهلية في سوريا وحمي وطيسها بحيث لم يبق غير أجزاء صغيرة من الدولة هي التي يمكن دخولها أو مراقبتها من الخارج ، غير أن عمال الإغاثة والمشردين من السوريين يشيرون إلى مأساة واسعة النطاق قد تصل إلى حد التطهير العرقي".
وقالت المجلة إن تزايد العنف العشوائي باستخدام القوة من قبل القوات النظامية يأتي ردا على تزايد الخطر الذي باتت تمثله مليشيات المعارضة التي تمثل خليطا من الجنود المنشقين والمتطوعين مشكلين معا ما يسمى بالجيش السوري الحر والذي قد يصل تعداده إلى 40 ألف مقاتل ، وإن لم يتأكد بعد هذا الرقم.
ولفتت المجلة إلى أنه باستثناء الجنود المنشقين والمخبرين فإن الجيش النظامي التابع للأسد والذي يصل تعداده إلى 300 ألف مقاتل يعتبر عاجزا بسبب عدم مصداقية العديد من عناصره.