قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته لروما اليوم الثلاثاء: إنه "فقد الأمل" في جهود الأممالمتحدة لتحقيق السلام في سوريا، لكنه نفي أنه يعتزم مطالبة حلف شمال الأطلنطي (ناتو) بالتدخل العسكري لحل النزاع. وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي: "إذا سألتني، ينبغي أن أقول أنني فقدت الأمل.. في حل سياسي" في سوريا.
كما تساءل أردوغان عن فاعلية 50 مراقبا للأمم المتحدة منتشرين حاليا في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي تعرض لانتهاكات متتالية منذ أن دخل حيز التنفيذ في 12 إبريل الماضي.
إلا أن رئيس الوزراء التركي نفي صحة تقرير صدر أخيرا في صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية نسب إلى أردوغان القول إنه يعتزم المطالبة بتطبيق المادة 5 من معاهدة الحلف في أعقاب انتشار العنف من سوريا عبر حدودها مع تركيا.
وتنص المادة 5 على إلزام كل دولة من دول حلف الناتو باعتبار أي هجوم مسلح ضد عضو من الحلف - في هذه الحالة تركيا- على أنه هجوم على كل الحلف العسكري وربما الرد عليه بعمل مسلح منسق.
من جانبه، قال مونتي إنه لا يرى "بديلا واقعيا" لجهود الأممالمتحدة المبذولة لوضع حد للعنف في سوريا، التي تحاول حكومتها سحق الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف مونتي أن حكومته على وشك نشر 15 مراقبا إيطاليا في إطار خطة الأمين العام للأمم المتحدة لنشر 300 مراقب عسكري و 100 مراقب مدني في سوريا بحلول الشهر المقبل.
وخلال اجتماعهما، قال مونتي وأردوغان إنهما ركزا على العلاقات الثنائية فضلا عن ترشح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي تدعمه إيطاليا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد أكد في وقت سابق اليوم دعم بلاده لانضمام تركيا بشكل كامل للاتحاد الأوروبي قائلا إن هذا الانضمام يحظى "بالدعم القوي المبني على قناعة من جانب إيطاليا".
وأضاف أستاذ الاقتصاد والمفوض السابق بالاتحاد الأوروبي: "نأمل أن يصبح من الممكن أن تستأنف مفاوضات الانضمام بزخم جديد".
واعتبر أن باستطاعة تركيا أن تضفي أهمية إضافية لأوروبا "العجوز" وذلك على المستوى الاقتصادي والجغرافي السياسي والاستراتيجي والثقافي.
يذكر أن إيطاليا تعد رابع أكبر شريك تجارى لتركيا حيث تجاوز حجم التجارة بين البلدين 21 مليار يورو ( 27 مليار دولار) عام 2011.