نتابع المواجهة التي تجري الآن بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ،وبين الجمهورية الإسلامية في طهران حول الجزر في الخليج ،وفي الوقت الذي يؤكد لنا الأخوة في طهران ان قوتهم العسكرية والعلمية والتسليحية يضعونها في خدمة قضايا العرب والمسلمين ، نجد ممارساتهم علي أرض الواقع تدعو للأسف ،وطهران لاتشتبك مع الأمة العربية حول تلك الجزر فقط إنما حول قضايا العراق والأهواز ،وكلها قضايا ما لم يجري التوصل لحلول عاجلة لها ترضي كافة الأطراف فإنها ستظل معيقة لتطور العلاقات العربية الفارسية بين المسلمين ،وتعطي فرصة لمن يضمرون شراً لأمتنا العربية والإسلامية أن يتدخلوا بمنطقتنا ويستثمرون الخلافات والفرقة والفتنة والشقاق بيننا . والجزر التي نتحدث عنها ،هي ثلاثة جزر معروفة الموقع والأسماء وكانت للإمارات ملكيتها والسيطرة عليها حتى أواخر عهد الشاه الفاسد الذي كان مدعوما من الغرب الاستعماري عندما هاجم تلك الجزر واستولي عليها مستخدماً القوة العسكرية ،وعندما تفجرت الثورة الإسلامية في طهران تفاءلنا خيراً كأمة عربية علي أمل أن تسوي مشكلة تلك الجزر ،لكن فوجئنا بتفجر الحرب الإيرانية العراقية التي مات فيها آلاف المسلمين من الطرفين ،وأدت لتشدد إيراني غير مسبوق في علاقات طهران بأمة العرب ،نتج عنه تمسك قادة الثورة الإسلامية بطهران تمسكهم باحتلال تلك الجزر ،بل وقالوا كما قال الشاه "هي لنا" .
وعندما يزورها الرئيس الإيراني الدكتور محمود احمدي نجاد ومن هناك تصلنا رسالة قوة منه مشفوعة بتصريحات متعالية يأباها الإسلام بحق الجار والصديق فلابد لنا أن نتخذ موقف مع الأخوة في إيران ،ونطالبهم بالتوقف عن تأزيم العلاقات بين الدول العربية وبين إيران ،وإتباع طريق الحوار وتسوية تلك القضية عبر الأطر الإقليمية والدولية المتعارف عليها ،لأن لغة القوة في التعامل بين الأشقاء يرفضها ديننا الحنيف،وترفضها شعوبنا العربية والإسلامية ،وعلي إيران تثبت لنا كأمة عربية أنها في خندق الإسلام كدين وحضارة بعيدا عن القناعات المذهبية والطائفية التي يستثمرها الأعداء لشق الخلافات بيننا والإنفراد بنا مذهب وراء الآخر ودولة وراء الأخرى ،وهذا الأمر إن لم ننتبه إليه سيعاقبنا الله عقابا شديدة .
ونحن في شبكة الأعلام العربية – محيط - إذ نؤكد رفضنا لأية تهديدات تستخدم من قبل الشقيقة إيران ضد أهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ،نحي قيادة الإمارات العربية المتحدة الحكيمة علي رفضها كل سبل التصعيد وتفويتها الفرصة علي كل من يحاولون أن يجرونها لمواجهة مع إيران،في وقت تطالب فيه بحقها في جزرها عبر الوسائل الدبلوماسية ،لكون تلك المواجهة إن حدثت أيا كان الخاسر فيها فهي لن تكون أبدا لصالح أمتنا العربية والإسلامية ،تماما كما كانت الحرب الإيرانية العراقية ضدنا ،واستثمرها الأعداء بعد ذلك في الوقيعة بين العرب والمسلمين ،ثم انتهزوها فرصة وقاموا بغزو العراق والآن يلوحون بتهديداتهم لطهران.