أكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي انه لا وجود للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية الإيرانية مضيفا : استنادا إلى فتوى قائد الثورة الإسلامية "أية الله علي خامنئي" فان الحصول على السلاح النووي يعتبر امرأ محرما , وتخزينه أيضا خطير وعديم الجدوى. وأكد وزير الخارجية في مؤتمر نزع السلاح بجنيف، على التزام ومتابعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنزع السلاح الدولي في إطار إرساء السلام والاستقرار والأمن في العالم.
والقي علي اكبر صالحي الثلاثاء كلمة في مؤتمر نزع السلاح بجنيف ، شرح فيها رؤى الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول أهم قضايا نزع السلاح وقضايا الأمن الدولي.
وأشار صالحي إلى تعهد إيران بإرساء الأمن المستديم ,مؤكدا ضرورة تجنب التمييز في استتباب الأمن المستديم، وقال أن مبدأ الأمن يجب أن يكون للجميع وعلى أساس المساواة ، مضيفا : في نظام ناجح لإرساء الأمن المستديم ، لا توجد أي دولة أو مجموعة من الدول تحقق أمنها على حساب انعدام أمن الآخرين.
وأكد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة التحرك الجماعي والتعاون لتحقيق الأمن المستديم، واعتبر وزير الخارجية وجود زهاء 23 ألف رأس نووي في ترسانات الدول النووية اكبر تهديد لنظرية النظام العالم الشامل على أساس الأمن المستديم. وأضاف: أن مصدر القلق العميق هو أن مالكي هذه الأسلحة يهددون باقي الدول ومن بينها الدول غير النووية بهذه الأسلحة. وأشار صالحي إلى التهديدات الجادة الناجمة عن إنتاج واستخدام الأسلحة النووية ، موضحا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد بان الأسلحة النووية لن يكون لها مكان في النظام الدولي المبني على الأمن المستديم.
وأشار وزير الخارجية إلى تزايد المطالبة في الأعوام الماضية لتدمير الأسلحة النووية ، معتبرا ذلك مؤشرا على العزيمة الجادة للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي لنزع السلاح النووي ومبعث ارتياح ، معربا في نفس الوقت عن أسفه لعدم إحراز تقدم مؤثر ومنظم باتجاه تنفيذ التعهدات المتعلقة بنزع السلاح النووي استنادا إلى المادة السادسة من معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي".
واعتبر صالحي ان الوضع الحالي المنطوي على التمييز والمعايير المزدوجة يعتبر أهم تهديد لمعاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي".
وأوضح وزير الخارجية ان الطاقة النووية لا تعني السلاح النووي ، وان حقوق الدول لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية يجب ان يحظى باهتمام جاد ، وان احتكار العلوم والاستخدام السلمي عن طريق ممارسة الضغوط غير القانونية والتصرفات المشينة مثل اغتيال العلماء هي مجرد أوهام لا تساعد مطلقا على حفظ مكانة الدول النووية. وانتقد وزير الخارجية بعض الدول النووية ، وقال : ان العقبة الرئيسية في بدء المفاوضات في مؤتمر نزع السلاح ، هي العواقب الخطيرة لوجود الأسلحة النووية والتي شلت أعمال المؤتمر.
وانتقد صالحي النهج المنافق لبعض الدول النووية في مجال تعهدات فيما يخص بسلاحها النووي ، وضرورة وجود إرادة سياسية وتعهد عملي وصادق لهذه الدول بهذا الشأن ، وأضاف : ان أمريكا خصصت حاليا 700 مليار دولار لتحديث رؤوسها النووية وبناء منشآت لصنع رؤوس جديدة.
وتابع قائلا : ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد انه آن الأوان كي يقوم مؤتمر نزع السلاح بتشكيل لجنة خاصة للمفاوضات في مجال معاهدات الأسلحة النووية.
وأكد وزير الخارجية ان احتفاظ الكيان الصهيوني بالأسلحة النووية وعدم انضمامه إلى معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي" , يعتبر خطرا دائما للشرق الأوسط ، مشددا على أهمية جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وأشار صالحي إلى انه بالرغم من المطالبات الدولية فان الكيان الصهيوني يحظى بدعم من قبل بعض الدول النووية ، وأضاف : ان التمييز والمعايير المزدوجة والنفاق هي أفضل مصطلحات يوصف بها سلوك بعض الدول النووية في المنطقة ، ففي حين تمارس الضغوط على أعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي" ، فان الدول التي لم تنضم إلى هذه المعاهدة تحظى بتشجيع سخي.