أبدى فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي رغبة بلاده في التواصل مع الدول العربية والمملكة العربية السعودية من أجل انطلاق فصل جديد بعلاقة أخوية ترتبط بروابط تاريخية ووشائج اجتماعية عصية على القطع والتهميش، ووصف تسمية السعودية سفيرا لها لدى بغداد بأنها مبادرة إيجابية وطيبة. وقال الفياض في حوار مع صحيفة "الرياض" السعودية: "إن أحد أهداف زيارته إلى السعودية هو السعي لتوقيع مذكرة تفاهم من أجل التنسيق في مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة"، مشيرا إلى أن اتفاقية تبادل السجناء بين العراق والسعودية في مراحلها النهائية وملف المحكومين بالإعدام تحت دراسة القانونيين.
وأضاف الفياض أن الإيرانيين تصرفوا بواقعية تجاه العراق ولم يعتبروا الوجود الأمريكي مانعا من أن يتواجدوا هم أيضا بعلاقات دبلوماسية وتواصل مع الحكومة العراقية ومع المؤسسات الاجتماعية بالرغم من حالة العداء الواضحة مع الولاياتالمتحدة.
وحول الأوضاع في سوريا، حذر الفياض من الانجرار نحو حرب أهلية طاحنة، وأكد وقوف العراق إلى جانب طموحات الشعب السوري، وقال "لسنا مع النظام السوري بأي ثمن، نحن مع الإصلاح وأن يختار الشعب من يحكمه بإرادة سياسية حرة".
وكشف الفياض أن الصراعات الداخلية وإثارة الفتن هى أبرز التحديات التي تواجه العراق مثلما تواجه العالم العربى اليوم، مشيرا إلى أن العراق استطاع أن يتجاوز مراحل صعبة وعسيرة سواء الاحتلال الأجنبى أو الفرقة الداخلية.
وحول التعاون الاستخباري مع دول الجوار، قال الفياض: "أحد أهداف هذه الزيارة هو السعي لتوقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة العراقية والسعودية من أجل التنسيق في مكافحة الإرهاب، وأبدت المملكة استعدادها الكامل للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة والاقتصادية".
وبخصوص اتفاق تبادل السجناء بين العراق والسعودية، قال: "إنه كانت هناك لجنة مشتركة وصلت للمراحل النهائية لتبادل السجناء بمعنى أن يمضي السجناء محكوميتهم في بلدانهم ونتوقع وصول وزير العدل العراقي لتوقيع هذا الاتفاق"، لافتا إلى أن المشكلة الوحيدة التي لم نستطع إيجاد حل لها هي المحكومون بالإعدام من قبل الجانبين سواء بمستوى جرائم مكافحة الإرهاب أو تجارة المخدرات أو جرائم جنائية أخرى، لأسباب تتعلق بالدستور العراقي أو القوانين السائدة في المملكة.