أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب (الوفد) ثقته في أن المجلس العسكري الأعلى سيسلم الحكم فعلا إلى سلطة منتخبة في الموعد المحدد. جاء ذلك في تصريحات لرئيس حزب الوفد عقب لقائه بالدبلوماسيين بمقر وزارة الخارجية اليوم رد فيها على سؤال عن مدى ثقته في أن المجلس العسكري سيسلم السلطة في الموعد المحدد.
وقال إن " المجلس العسكري كالقابض على الجمر ..وقد فوجئ بأنه أمام دولة سقطت كل مؤسساتها " .. موضحا أن المجلس اجتهد في معالجة الأمور وقد يصيب ويخطئ ولكنه طالما أن أخطاءه لم تكن نتيجة فساد أو استبداد أو سوء نية فله أجر على ذلك.
وحول ما يردده البعض عن صفقات بين المجلس العسكري وقوى سياسية وهل الوفد ضمن تلك الصفقات.. قال البدوي إن " حديث الصفقات هو حديث قديم جديد.. فنحن مغرمون بأن نتحدث دوما عن حديث الصفقات.. مؤكدا أنه لم يعد هناك سر في الحياة السياسية والعامة في أي دولة من دول العالم ..ولو أن هناك صفقات بين المجلس العسكري أو الوفد أو بين المجلس والإخوان المسلمين فلن تكون سرا لكن دعم الإخوان المسلمين للمجلس العسكري في بعض المواقف هو دعم للاستقرار وليس دعما للمجلس العسكري في حد ذاته ".
وحول إمكانية دعم حزب الوفد لمرشح رئاسي بعينه في الانتخابات الرئاسية القادمة.. قال أن هناك اجتماعا سيعقد في وقت لاحق اليوم الأحد للهيئة العليا للحزب سيحسم فيه ما إذا كان حزب الوفد سيكون له مرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة أم لا.
غير أن رئيس الوفد أشار إلى أنه وفي الغالب الأعم لن يكون للوفد مرشح في الانتخابات القادمة.
وقال البدوي انه يرى أن المرحلة القادمة ورئيس مصر القادم يجب أن يكون محل توافق من القوى الأساسية في المجتمع حتى يحظى بدعم وحتى لا يكون هناك صدام بين الرئيس القادم وبين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأضاف أننا بدأنا في حزب الوفد في هذا الخط ونأمل أن ننجح فيه ونتوافق حول مرشح للرئاسة.. مشيرا إلى أنه هذا ليس معناه أن يكون هناك مرشح وحيد لكن أن يكون هناك مرشح تؤيده قوى رئيسية وعدد كبير من المرشحين يكون لهم حق الترشيح.
وحول دعوات العصيان المدني ورؤية حزب الوفد لها .. قال البدوي أن الوفد رفض هذا الأمر وصدر بيان يحدد موقف الوفد من العصيان المدني خاصة وأنه لا توجد مطالب تم رفعها لتقابل هذا العصيان.
وأضاف أن المطلب الوحيد الذي تم رفعه هو تسليم السلطة لرئيس مدني الآن.. وتساءل البدوي لمن تسلم السلطة الآن ؟ .. نحن أمامنا شهر واحد حتى يوم 10 مارس القادم فهل لا نملك الصبر لمدة ثلاثين يوما حتى يتم تسليم السلطة بشكل دستوري وبإرادة شعبية من خلال صندوق الانتخابات خاصة وأن رئيس مجلس الشعب رفض تسلم السلطة فمن يتسلم السلطة.
وردا على سؤال عما إذا كان حزب الوفد - بوصفه الرافد الرئيسي التاريخي للقوى الليبرالية المصرية - قادرا على احتواء القوى الليبرالية في الشارع المصري خاصة الشبابية منها.. قال السيد البدوي أن الوفد مستعد لأن يحتوي ويقود كافة القوى الليبرالية لكن ليس أن يتم احتواؤه أو أن يقاد من قوى ليبرالية أخرى.. مضيفا أن هذا كان هو الخلاف الحقيقي بيننا.
وحول إمكانية الوصول إلى أرضية مشتركة في هذا الإطار.. قال البدوي لاشك أن هناك أرضية مشتركة .. ونحن مستعدون لذلك .. ولكننا رفضنا أن نخوض الانتخابات سواء تحت عباءة حزب الحرية والعدالة أو تحت عباءة الكتلة المصرية وارتأينا أن نخوض الانتخابات تحت اسم حزب الوفد.
وقال البدوي عقب لقائه بالدبلوماسيين بمقر وزارة الخارجية اليوم أن لدينا رغبة شديدة في احتواء كافة القوى الليبرالية والشعب المصري بكافة فئاته وطوائفه واتجاهاته لأن الوفد عباءة وطنية وليس حزبا سياسيا بالمعنى العلمي للأحزاب بل هو عباءة وطنية ينضوي تحتها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. وعندنا من هم على يمين الوفد ومن هم على يساره.. وبالتالي نسعى لذلك.
وعما إذا كان الوفد محتاج لمراجعة لكي تنخرط فيه هذه القوى الشبابية.. قال البدوي انه ما من شك في أن حزب الوفد محتاج إلى مراجعة وقد بدأناها فورا عقب المرحلة الثالثة لانتخابات مجلس الشعب ولم ننتظر انتخابات مجلس الشورى حيث بدأنا فورا في مراجعة الهيكل التنظيمي للحزب.. موضحا أن الهيئة العليا والمكتب التنفيذي اتخذوا قرارا بحل جميع اللجان الإقليمية ولجان الشباب والمرأة بحيث يتم إعادة تشكيلها بالانتخاب من القرية إلى المركز ومن المشيخة إلى المدينة.
وأضاف أن هناك أيضا مراجعة فكرية للمرجعية الفكرية لحزب الوفد من أجل تدعيم التواصل بين حزب الوفد وكافة قطاعات المجتمع.
وأشار البدوي إلى أن لقاءه الدبلوماسيين المصريين اليوم تناول رؤية حزب الوفد للأوضاع الحالية والمستقبل القادم بالإضافة إلى الحديث حول الوضع الحالي بمصر والانتخابات البرلمانية والمرحلة الانتقالية وكيف يجب أن تتم واحتمالات التحالفات القادمة من عدمه.
وعما إذا كانت هناك مشاورات تجري بين حزب الوفد والقوى الثورية الفاعلة في ميدان التحرير، قال "لقد بدأنا فتح باب الحوار مع بعض القوى السياسية ولكننا ننتظر قرار الهيئة العليا للحزب مساء اليوم حتى نستكمل التحرك في هذا الأمر".
وردا على سؤال حول فرص تشكيل حكومة جديدة بدلا من حكومة الدكتور كمال الجنزوري، قال إن ما يتردد في هذا الشأن هو مجرد حوار في وسائل الإعلام فقط .. مضيفا أنه "تحدد يوم 10 مارس لفتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي سيكون هناك رئيس جديد لمصر، وأعتقد أنه لا مجال لتشكيل حكومة جديدة الآن إلا إذا كان هناك ظروف استثنائية حدثت في مصر تخل باستقرار البلاد وأمنها تقتضي تشكيل حكومة إنقاذ وطني أو وحدة وطنية تخرج من رحم ثورة 25 يناير وأعنى أنها ستكون بمعرفة البرلمان المصري بحيث تكون مسئولة عن أي صدام يقع بين الشارع والمجلس العسكري ولا أعنى برحم 25 يناير أن تكون الحكومة من ميدان التحرير".
وردا على سؤال حول احتمالات تصاعد الصدامات الراهنة التي تشهدها مصر، استبعد رئيس حزب الوفد تماما حدوث حرب أهلية في مصر لأن الشعب المصري بطبيعته شعب مسالم وودود ولا يتسم بالقسوة.
وأضاف "ما رأيناه في مجزرة بورسعيد هو أمر خارج عن طبيعة المصريين وبالتالي أؤكد أن المرحلة الانتقالية ستمر بسلام والتحول الديمقراطي سوف يتم وسيكون لدينا دستور ورئيس جديد إلى جانب البرلمان ونمضي في طريق تحقيق أهداف ثورة 25 يناير".
وعن رؤية حزب الوفد لعلاج الأزمة المتصاعدة بين مصر والولاياتالمتحدة في الوقت الراهن، قال البدوي إن الولاياتالمتحدة تصر على أن تعامل مصر كدولة "تابعة".
وأضاف "إن ما يؤكد عليه حزب الوفد هو أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وأن لدينا في مصر حساسية شديدة جدا تجاه التدخل الخارجي في شئوننا الداخلية وهذا ما عبرت عنه لكل السفراء الذين التقيت بهم بما فيهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة".
وقال "لدينا في مصر قانون لابد أن يحترم من الجميع والقانون يسود على الجميع سواء كان مصري أو أجنبي طالما هو على أرض مصر".
وأشار إلى أن القانون في الولاياتالمتحدة ذاتها يحظر التمويل الأجنبي لأي نشاط سياسي داخل الولاياتالمتحدة إلا بقواعد معينة، وأكد أن مصر لديها قانونها وقواعدها وسيادتها التي لا نقبل أن يتدخل أحد فيها.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا التصعيد مع الولاياتالمتحدة يعد منعطفا خطيرا في العلاقات بين الدولتين في هذه المرحلة الانتقالية التي لا يجب أن تشهد منعطفات خطيرة وتأثير تدهور العلاقات على الحكومة المقبلة في مصر، قال البدوي إن هذا المنعطف فرض على القرار المصري وهناك محاولات منذ ثورة 25 يناير للتدخل في الشأن المصري لفرض مسار معين وهذا أمر مرفوض .. مضيفا "أننا نرى في تصرف مصر أنه وضع النقاط فوق الحروف بالنسبة للعلاقات بين الولاياتالمتحدة والشعب المصري الذي أصبح يمتلك إرادته ولا يوجهه رئيس دولة".
وتابع "إن هذا هو قرار الشعب المصري ولا يستطيع أي رئيس جمهورية أو رئيس حكومة قادم أن يسير عكس الإرادة الشعبية التي لديها حساسية تجاه أي تدخل أجنبي في شئون مصر الداخلية، خاصة من قبل الولاياتالمتحدة"، وقال "إن هذه كانت وقفة لابد أن تحدث وقد حدثت بالفعل وسوف تصحح مسار العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة نظرا لكون العلاقات بين الدولتين هي علاقات إستراتيجية قائمة على الندية والتكافؤ في التعامل وليس على التبعية".
وردا على سؤال حول استعداد حزب الوفد للمشاركة في أي حكومة ائتلافية، قال إن الحزب على استعداد للمشاركة في أي حكومة إنقاذ وطني إذا حدث أي ظرف طارئ.
وعن موقف حزب الوفد من صياغة الدستور أولا أو إجراء انتخابات الرئاسة أولا، أكد البدوي أن الاستفتاء الذي تم في 9 مارس حسم أمر هذا الموضوع، وقال إن الوفد لديه مبادرة تقدم بها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وسيجتمع مجلس الشعب والشورى في 4 مارس القادم لاختيار الجمعية التأسيسية، على أن يتم الانتهاء من هذا الاختيار يوم 20 مارس ثم تنتهي الجمعية التأسيسية في 20 أبريل من وضع مشروع الدستور الجديد والذي سيطرح لحوار مجتمعي لمدة شهر ينتهي في 20 مايو، على أن يتم الاستفتاء على هذا الدستور في نفس اليوم الذي سيتم فيه انتخاب رئيس الجمهورية في 30 مايو.
وحول حواره مع الدبلوماسيين بوزارة الخارجية اليوم، قال رئيس حزب الوفد إن الحوار تناول كذلك ثوابت حزب الوفد ومبادئه التي لا يمكن أن يحيد عنها.
وحول ما إذا كان قد طرح على الدبلوماسيين اليوم أولويات جديدة لحزب الوفد في ملفات السياسة الخارجية المصرية عن تلك الحالية، قال السيد البدوي "إن أولوياتنا هي تقريبا نفس الأولويات الحالية للسياسة الخارجية المصرية فيما عدا تدعيم الدور المصري في إفريقيا وعودة مصر كدولة رائدة للمنطقة العربية والإفريقية والعالم الإسلامي بصفة عامة".
وأضاف أن حزب الوفد كذلك مع التقارب مع الشعب الإيراني، ومع وجود علاقات طبيعية بين مصر وإيران رغم اختلافنا مع نظام الحكم في إيران.