استبق الرئيس بشار الأسد اجتماعات الجامعة العربية بشأن سوريا بمواصلة قصف مدينة حمص بالدبابات وبالأسلحة الثقيلة ، مما اسفر عن مقتل 11 مدنيا اليوم الأحد ، كما اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية . واعلن ناشطون ارتفاع عدد القتلى برصاص الأمن الى 67 معظمهم في حمص أمس السبت ، وسط انباء عن اتفاق بين الجيش النظامي وجيش سوريا الحر اعاد الهودء الى الزبداني، غرب دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن مسلحين قتلوا العميد عيسى الخولي الذي يشغل مدير مستشفى عسكري في دمشق.
وتعتبر هذه أول عملية اغتيال تطال مسؤولا عسكريا منذ بدء الانتفاضة في سوريا في مارس آذار من العام الماضي.
وقالت سانا إن ثلاثة أشخاص أطلقوا النار على العميد الخولي بينما كان يغادر بيته في العاصمة، وأنحت باللائمة في عملية الاغتيال على من سمتهم بالجماعات الارهابية المسلحة.
ونشرت الوكالة صورة لجثة شخص يبدو أنه تعرض لطلق ناري في الرقبة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.
في الوقت ذاته، أعرب مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية عن اعتقادهم بأن مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة في العراق وجماعة سنية متشددة مسؤولون عن تنفيذ الهجمات الأخيرة في دمشق وحلب.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كبير في وزارة الداخلية العراقية قوله إن "مسلحين عراقيين توجهوا من العراق إلى سوريا ويتم تهريب أسلحة إلى هؤلاء عبر الحدود بين البلدين".
وقال عدنان الاسدي " لدينا معلومات استخباراتية تفيد بان عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا إلى سوريا" مضيفا أن "عملية تهريب السلاح مستمرة" من العراق الى سوريا.
بعثة مشتركة
وعلى صعيد الجهود السياسية المبذولة لحل الأزمة ، قال مصدر مسئول في الجامعة العربية أن هناك عددا من المقترحات المطروحة سيناقشها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم بالقاهرة حول التعامل العربي مع تطورات الأزمة السورية ميدانيا وسياسيا.
وقال المصدر فى تصريحات نقلها موقع "دامس بوست" السورى إن ابرز المقترحات يتعلق بتشكيل بعثة مشتركة من المراقبين بين الجامعة العربية والأممالمتحدة لتقوم بدور في إطار مهام وصلاحيات جديدة من أجل التحقق من التزام الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل العربية التي تقضي في بندها الأول بوقف العنف من أي مصدر كان.
وأضاف المصدر أن هذا المقترح تطرحه الأمانة العامة للجامعة و قدمت به مذكرة شارحة للعرض على المجلس الوزاري وذلك بعد التشاور مع الأممالمتحدة.
كما كشف المصدر عن مقترح آخر بتكليف مبعوث أممي عربي مشترك خاص بالأزمة السورية على غرار المبعوث الأممي الأفريقي بشأن دارفور.
وأوضح المصدر أن هذا الموضوع ليس عليه اتفاق كامل، لكنه لم يستبعد أن يطرح من قبل إحدى الدول العربية وان يحظى بنقاش واسع خلال الاجتماع باعتباره مطلبا ملحا من جانب المعارضة السورية خاصة بعد قرار مجلس الجامعة العربية بتجميد عضوية سورية بالجامعة.
وحول ما إذا كان المجلس سيتبنى قرار دول مجلس التعاون الخليجي بطرد السفراء السوريين، اشار المصدر الى ان هناك قرارا بالفعل صدر عن مجلس الجامعة في 12 من شهر نوفمبر الماضي بهذا الشأن، وقضية تفعيله أو تنفيذه هو قرار سيادي لكل دولة عربية.
وأكد المصدر أن الملف موجود بالفعل في مجلس الأمن وأن الأمين العام للجامعة يجري مشاورات مكثفة حاليا مع وزراء الخارجية العرب وعدد من الدول منها روسيا وتركيا والصين في إطار الجهد المبذول للتوصل إلى مشروع قرار لعرضه على مجلس الأمن.
وعلى الجانب الإنساني، أعلنت أنقرة انها ستطلبُ من الأممالمتحدة مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سورية، ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو قوله لصحافيين أتراك خلال زيارة لواشنطن إنه أعطى اليوم توجيهات لرفع طلب إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة إنسانية، مشيرا إلى مأساة إنسانية خصوصا في حمص والزبداني قرب دمشق، اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيشُ السوري.
وفي الشأن السوري أيضا، انتقد معارضون سوريون في فيينا السبت دور إيرانوروسيا في قمع سورية لمعارضيها متهمين موسكو وطهران بتزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة والرجال. فقد أكدت الناشطة سهير الاتاسي خلال لقاء لسوريين معارضين في المنفى قدموا من 18 بلدا ويجتمعون بانتظام في العاصمة النمساوية إن "روسيا ترسل دبابات للنظام وإيران ترسل جنودا". كما انتقد الناشطون استخدام الصين وروسيا الفيتو في مجلس الأمن الدولي في الرابع من فبراير/شباط لمنع تبني قرار يدين قمع الانتفاضة في سورية وأوضحوا أنه "لو كان ذلك مراعاة لمصالح اقتصادية فالأفضل لهم أن يساندوا الانتفاضة لان المستقبل تملكه سورية الجديدة". وقال عامر الخطيب وهو من الشخصيات السورية المنفية في النمسا إن المعارضين عقدوا هذا الاجتماع لمناقشة مستقبل سورية، مضيفا "كما نبحث أيضا في طريقة إدارة الفوضى التي قد تحصل بعد سقوط النظام ومحاولة احتوائها بأفضل طريقة".
وأضافت سهير الاتاسي أن المعارضين يرون ان نظام بشار الأسد سيسقط لا محالة وأن "القضية الوحيدة تتمثل في معرفة عدد القتلى ومدى الدمار" قبل سقوطه، في حين اعتبر المعارض عبد الرزاق عيد أنه "لا يمر يوم من دون أن نحصي 100 قتيل على الأقل، وهذا يدل على أن النظام يلعب آخر أوراقه".
ويؤكد الناشطون أن أكثر من ستة الاف شخص قتلوا في قمع الانتفاضة الشعبية في سورية منذ بداية مارس/آذار.