يسعى نشطاء معارضون إلى التحرك لدى جامعة الدول العربية من أجل تجميد عضوية سوريا بالجامعة، مع استمرار حملة القمع للاحتجاجات الشعبية في سوريا والتي أدت منذ اندلاعها في منتصف مارس إلى مقتل 2900 شخص بحسب الأممالمتحدة. ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن ناشط معارض قالت إنه طلب عدم ذكر اسمه، إن "هناك تحركًا لمعارضين سوريين، ينطلق خلال أيام في أروقة الجامعة العربية ومع مسئوليها وممثلي الدول العربية فيها، في محاولة للحصول على إجماع لتجميد عضوية سوريا" من المنظومة العربية. وقال المصدر إن "الفيتو الذي استخدمه الروس (في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أوروبي يدعو إلى إجراءات محددة الأهداف ضد النظام السوري) يمكن أن ينهار في حال اتخاذ الجامعة مثل هذا القرار، وسترضخ روسيا للإجماع العربي الذي لا يمكن أن تزاود عليه"، على حد تقديره. مع ذلك أقر المصدر بأن "المهمة ليست سهلة، وتقتضي التواصل مع مسئولي الجامعة العربية، والعديد من المسئولين العرب الآخرين، والنتائج ليست مضمونة لكن هذه المحاولة ليست محكومة بالفشل حكمًا". وكان متظاهرون سوريون طالبوا بتحرك الجامعة العربية قبل أن يطلبوا بتحرك المجتمع الدولي بعد أن أقلقهم موقف الجامعة "الحذر والمتردد"، بحسب قولهم. وينتقد السوريون موقف الجامعة العربية من قمع الاحتجاجات الشعبية. وفي مطلع الشهر الماضي زار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دمشق وحمل مبادرة لتسوية الأزمة السورية اتفق عليها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في الثامن والعشرين من أغسطس. وأحيطت مهمة الأمين العام حينها بالشكوك وخاصة لجهة إمكانية نجاحها في ظل استمرار الحملات الأمنية والعسكرية ضد المحتجين السوريين، وتباعد المواقف بين النظام السوري المعارضة. وعبّر المتظاهرون السوريون وقتها عن انزعاجهم من الزيارة على الرغم من أنها جاءت بمبادرة قال إنها تهدف إلى "الحد من إراقة الدماء في سوريا". ورفع المتظاهرون لافتات في عدة مدن سورية تندد بزيارته وللتنويه بأن الفرصة أمام النظام السوري "قد نفذت"، وبأن "الانتفاضة السورية لن تتوقف إلا بإسقاط النظام". وتزامنا مع زيارة العربي لدمشق، أعلن ناشطون سقوط 27 قتيلاً بين المدنيين ب"رصاص القوات الأمنية" في عدة مدن سورية.