دمشق : في ظل استمرار القمع العنيف الذي يمارسه نظام الأسد ضد المحتجين السلميين ، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا اليوم الأحد في القاهرة لبحث التطورات في سوريا. وأفادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الاحد في القاهرة لدراسة الوضع في سوريا حيث يواصل نظام الرئيس بشار الاسد قمع المتظاهرين.
واشار الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي الى ان الاجتماع سيعقد بطلب من مجلس التعاون الخليجي، بحسب الوكالة.
ونقلت صحيفة "الاهرام" المصرية في عددها الصادر اليوم عن مصدر دبلوماسي ، لم تسمه ، ان وزراء الخارجية مع تبني قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة ، واستبعد موافقة الجامعة على قرار بفرض حظر جوي .
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، سلطنة عمان، الكويت، البحرين، الامارات وقطر) دعت الخميس الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب حول سوريا.
ولفتت في بيان الى ان الاجتماع الوزاري العربي سيناقش "الاوضاع البالغة السوء وخاصة الوضع الانساني في سوريا ودراسة السبل والاجراءات الكفيلة بحقن الدماء ووقف آلة العنف".
وكان وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعا في 13 ايلول/سبتمبر في القاهرة، اكتفوا آنذاك بدعوة السلطات السورية الى "الوقف الفوري لاراقة الدماء".
وقتل اكثر من 3000 مدني كما تقول الاممالمتحدة منذ منتصف آذار/مارس في سوريا التي تشهد حركة تظاهرات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وكان مجلس الامن قد عقد جلسة مغلقة الجمعة شهدت سجالا بين فرنسا والصين، فقد هاجمت باريس بشكل مبطن بكين وموسكو لرفضهما قرار يفرض عقوبات على سورية.
وعلى الصعيد الميداني ، أفادت مصادر إخبارية ان 13 شخصا قتلوا وأصيب العشرات برصاص قوات الأمن السورية خلال 24 ساعة، وذلك خلال تشييعهم القتلي الذين سقطوا الجمعة الماضية.
كما قام الأمن السوري صباح اليوم بشن هجوم واسع علي منطقتي الزيداني ومضايا بريف دمشق.
في غضون ذلك ، قالت جماعة حقوقية إن القوات الحكومية السورية قتلت رميا بالرصاص ناشطا بارزا في شرق سوريا كان قد ساعد في تنظيم مظاهرات سلمية في المنطقة بعد حملة عسكرية قبل شهرين.
واضاف المرصد السوري لحقوق الانسان إن زياد العبيدي (42 عاما) قتل وهو يفر من قوات الأمن التي اقتحمت منزله في دير الزور.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة "رويترز" في اتصال تليفوني من بريطانيا إن العبيدي كان يرى بصلابة أن اللاعنف هو السبيل الوحيد للتصدي لدموية النظام.
وأضاف أنه كان يعول ثلاثة أطفال وان دخله لم يكد يكفي لإطعامهم ولكن السلطات ما زالت تصر على أن "إرهابيين" مسلحين مدعومين من الخارج هم الذين يقودون الانتفاضة.
وقال إن العبيدي حادثه هاتفيا يوم الجمعة ليبلغه أن الآلاف خرجوا في مظاهرة احتجاج في دير الزور بعد صلاة الجمعة.
وأضاف إن قوات الأمن السورية قتلت 50 ناشطا بارزا على الأقل منذ بدء الانتفاضة قبل سبعة أشهر.
على صعيد متصل، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا جمهوريا السبت بتشكيل لجنة وطنية لإعداد مشروع دستور.
و ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن اللجنة شكلت بموجب القرار رقم "33" لإعداد "مشروع دستور للجمهورية العربية السورية تمهيداً لإقراره وفق القواعد الدستورية على أن تنهي اللجنة عملها خلال مدة لاتتجاوز أربعة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار".
وحسب الوكالة يحق للجنة أن تستعين بمن تراه مناسباً من الخبرات بهدف إنجاز مهمتها.
ويجب أن يقر الدستور الجديد ثلثا أعضاء مجلس الشعب وسيطرح على الاستفتاء العام.
وشكلت اللجنة من 29 عضوا وضمت معارضين ومؤيدين للنظام ومسؤولين سابقين ويرأسها مظهر العنبري.