رفضت سوريا دعوة الجامعة العربية للرئيس بشار الأسد للتنحي وتولي حكومة وحدة وطنية ووصفت ذلك بأنه "مؤامرة" وتدخل في شؤونها الداخلية مؤكدة تصميمها علي إحباط الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر التي تسعي للاطاحة بالأسد. انتقد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اجراء الجامعة العربية قائلا ان الوزراء اتخذوا نهجا "غير متوازن" تجاه الازمة في سوريا من خلال تجاهل العنف الذي يرتكبه خصوم الاسد. قال منصور ان دمشق لم ترفض قرار الجامعة بابقاء المراقبين في سوريا لمدة شهر اخر رغم ان منتقدين يقولون انهم فشلوا في وقف اراقة الدماء وانهم منحوا الاسد مزيدا من الوقت لسحق خصومه. لكن كثيرا من السوريين بقوا علي موقفهم. وقال ناشطون واحد السكان ان عشرات الالاف خرجوا الي شوارع ضاحية دوما في دمشق تحت حماية مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض للمشاركة في جنازة 11 شخصا قتلوا بأيدي قوات الامن. قال الفريق الاول الركن محمد أحمد مصطفي الدابي الذي قاد بعثة المراقبين العرب في سوريا ان العنف هناك انحسر بعد وصول المراقبين وهو ما يتناقض مع شهادات نشطاء سوريين قالوا ان 600 شخص علي الاقل قتلوا. قال الدابي في مؤتمر صحفي عقد في جامعة الدول العربية بالقاهرة "عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر ولكن بعد وصول البعثة بدأت تخف حدة العنف تدريجيا.. العنف الذي يتم بين المعارضة المسلحة وبين الحكومة." أضاف ان مهمة البعثة كانت التحقق مما يجري علي الارض وليس التحقيق فيه مضيفا أن المراقبين رصدوا حتي الان 136 قتيلا منذ بدء مهمتهم وأن العدد يشمل أنصار المعارضة والحكومة. قال ان البعثة أرسلت للتأكد مما اذا كانت سوريا تلتزم بخطة السلام العربية مضيفا "اذا تم ايقاف القتل ستقول تم ايقاف القتل واذا لم يتم ستقول لم يتم .. هذا هو واجب البعثة وليس العمل التنفيذي." نقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر سوري رسمي قوله ان خطة الجامعة العربية الجديدة التي طالبت الاسد بتسليم سلطاته الي نائب له الي ان يتم إجراء انتخابات ديمقراطية يعكس "مؤامرة ضد سوريا". قال المصدر "سوريا ترفض القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري بشأن سوريا خارج اطار خطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع الجامعة العربية وتعتبرها انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للاهداف التي أنشئت الجامعة العربية من أجلها وللمادة الثامنة من ميثاقها." شدد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي العقوبات علي سوريا فأضافوا 22 شخصا وثماني كيانات الي قائمة بالافراد والكيانات المحظورة وقالوا ان القمع العنيف الذي يمارسه الرئيس السوري بشار الاسد ضد المحتجين غير مقبول. قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي "رسالة الاتحاد الاوروبي واضحة... لابد أن يتوقف القمع فورا."