رام الله - أ ش أ : كشفت مصادر مطلعة بحركة "فتح" بغزة عن أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل هو صاحب مبادرة تولى الرئيس محمود عباس رئاسة الوزارة الفلسطينية المقبلة، وقالت:إن عباس تردد فى بداية الأمر قبل موافقته. ونبهت مصادر فلسطينية إلي أن تولى الرئيس عباس لمنصب رئاسة الحكومة يخالف التعديل الذى تم اقراره فى الدستور الفلسطيني عام 2003 بموافقة المجلس التشريعى وتم خلالها الفصل بين منصب الرئيس الفلسطيني،ورئيس الوزراء..واستحداث منصب رئيس الوزراء حيث كان قبل ذلك يجمع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بين المنصبين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قد وقعا اليوم الاثنين "إعلان الدوحة" بالعاصمة القطرية لتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية بين الحركتين. من جانبه أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض عن ترحيبه ببيان الدوحة حول المصالحة الفلسطينية، معبرا عن أمله بالتنفيذ الفوري لما ورد فيه، بما في ذلك تشكيل حكومة برئاسة الرئيس عباس وإجراء الانتخابات، وبما يطوي صفحة الانقسام إلى غير رجعة. وقال فياض في بيان له اليوم أن تحقيق هذا الأمر يشكل استجابة لتطلعات وطموحات أبناء الشعب الفلسطيني لإعادة الوحدة الوطنية ومؤسساته، باعتبار ذلك ضرورة وطنية ملحة، لا بل، وحجر الزاوية لاستنهاض طاقات الفلسطينيين من أجل ضمان إنهاء الاحتلال، واستكمال الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967. كما وجه رئيس الوزراء شكره إلى الاخوة العرب لاحتضانهم الجهود التي ساهمت في بلورة هذا الانجاز، وخاصة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والأشقاء في مصر الذين بذلوا جهوداً كبيرة وثابروا في رعاية المصالحة الوطنية ومتابعة ضمان تنفيذها علي أرض الواقع .
وفى نفس الإطار ، رحبت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى "فتح" بما تم التوصل إليه في الدوحة..مؤكدة على ضرورة تكثيف الجهود في الفترة المقبلة للقضاء على ما تبقى من عراقيل. وقال أسامة القواسمي الناطق باسم حركة فتح - لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله - إننا سعداء بالتغلب على أهم عقبة كانت تواجه إتمام المصالحة وهي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية..مؤكدا على أن التوافق حول الرئيس أبومازن لتشكيل الحكومة أسقط كل الذرائع التي يسوقها البعض لاستمرار الانقسام. وأضاف "إن ما حدث في الدوحة هو خطوة للأمام تحسب لكل قيادات الشعب الفلسطيني غير أنه أغضب الكثير من أعدائنا وعلى رأسهم إسرائيل التي لا تريد ذلك ، لأنه من مصلحتها استمرار الانقسام في صفوفنا .. لذلك فإننا نتوقع منها في الفترة القادمة المزيد من الاعتقالات والممارسات العدوانية". وحول التراشق الإعلامي بين فتح وحماس في الفترة الماضية وتبادل الاتهامات بعرقلة المصالحة ، قال القواسمي "نحن نتعامل مع رأس الهرم في حركة حماس وهو رئيس المكتب السياسى خالد مشعل..ورغم أنه مازالت هناك بعض الأصوات في غزة لا تريد المصالحة وتريد استمرار الانقسام لمصلحتها الشخصية إلا أننا نعتقد أنه لن يكون لها أي تأثير في ظل الزخم الحالي". وبدوره ، رحب الدكتور إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة الذى يزور المنامة حاليا - وفقا لبيان صادر عن الحكومة - بما تم التوافق عليه اليوم فى الدوحة، مؤكدا جاهزية قطاع غزة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .