إسلام أباد : نفت باكستان التلميحات الإيرانية بالتورط في الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس الأحد في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق إيران، مما اسفر عن مقتل 42 شخصًا بينهم قادة من الحرس الثوري الإيراني ، فيما اصيب 28 بجروح. ونقلت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية عن المتحدث بإسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط أن "باكستان لا تتورط في أنشطة ارهابية، وإننا نناضل لاستئصال هذا الخطر". قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف جيلاني إن الاخير يدين بشدة "العمل الارهابي المروع" الذي وقع في إيران ، نافيًا تلميحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إلى تعاون باكستان مع المفجرين. ومن جانبه، وصف الرئيس الباكستاني اصف على زرداري الهجوم الانتحاري بالبربري، مشيرا إلى ان باكستان ستواصل دعم إيران على المستويين الثنائي والإقليمي لكبح جماح التشدد والقضاء على المسلحين. وذكرت وكالة الأنباء الباكستانية إن زرداري أعرب أيضا عن تعاطفه مع إيران حكومة وشعبا. واعلن التلفزيون الحكومي الايراني ان 42 شخصا قتلوا في الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الاحد على الحرس الثوري في جنوب البلاد المضطرب. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال أمس الأحد:" نطلب من الحكومة الباكستانية عدم الإبطاء أكثر من هذا في اعتقال العناصر الرئيسية الضالعة في هذه الأعمال الإرهابية". وأضاف الرئيس أحمدي نجاد في اجتماع الحكومة :"لقد تنامى إلى أسماعنا بأن بعض عناصر القوى الأمنية في باكستان يتعاونون مع العناصر الرئيسية المرتكبة لهذه الأحداث الإرهابية ونعتبر إن من حقنا مطالبة الجانب الباكستاني بأن يسلموننا المجرمين الذين ارتكبوا هذه الأعمال الإرهابية". وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت في وقت سابق الأحد القنصل الباكستاني في طهران وذلك في أعقاب الهجوم الانتحاري الذي وقع في محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران). وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) ان المدير العام لدائرة غرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية أعرب عن أسفه للأنباء الواردة حول دخول العناصر الإرهابية الضالعة في هذه العملية من الأراضي الباكستانية. وأعرب المسئول الإيراني عن احتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استخدام الإرهابيين والمسلحين للأراضي الباكستانية للقيام بعمليات مناهضة لإيران. وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) قد ذكرت أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا استهدف عددا من قادة الحرس الثوري لدى وصولهم للمشاركة في ملتقى للقبائل بمنطقة بيشين الواقعة بين مدينتي سرباز وجابهار جنوبي المحافظة بهدف التحضير لمؤتمر الوحدة بين القبائل السنية والشيعية في البلاد. وذكر التلفزيون الرسمي أن جماعة جند الله أعلنت مسؤوليتها عن المذبحة. وتعد جماعة جند الله كبرى الجماعات المتشددة الموجودة في المنطقة وقد دخلت في عدة مواجهات مع الحرس الإيراني على طول الحدود مع أفغانستانوباكستان. وشهد شهر يوليو/تموز الماضي إعدام 13 من عناصر جند الله في مدينة زاهيدان عاصة المحافظة، كما أن شقيق عبد الملك ريجي قائد الجماعة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام بحقه. واتهم الحرس الثوري في بيان له عناصر مرتبطة بالغطرسة العالمية، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بالوقوف وراء الهجوم. ولم يوضح البيان المزيد من التفاصيل.