اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عناصر أمنية باكستانية بالتورّط في الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الأحد في جنوب شرقي إيران والذي أودى بحياة 42 شخصاً من ضمنهم عدد من قادة الحرس الثوري، إلا أن الحكومة الباكستانية نفت ذلك وأدانت الهجوم، وطالب الرئيس الإيراني السلطات الباكستانية باعتقال الجناة، ولكن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية قال في تصريح خص به الصحافة الباكستانية: "باكستان غير متورّطة في نشاطات إرهابية، بل إننا نحاول اجتثاث هذه الآفة". وكان رئيس الحكومة الباكستانية سيد يوسف رضا جيلاني قد أدان في بيان أصدره مكتبه يوم الأحد الهجوم الإرهابي المروّع الذي وقع في إقليم سيستان بلوشستان الإيراني. وكانت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية قد نقلت عن الرئيس أحمدي نجاد قوله: "لقد أحطنا علما بأن ثمة عناصر أمنية باكستانية تعاونت مع المسلحين المسئولين عن تفجيرات يوم الأحد". وحض الرئيس الإيرانيباكستان على عدم إضاعة الوقت في التعاون مع بلاده لإلقاء القبض على المتورطين في الهجوم. وكانت إيران قد اتهمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالضلوع في الهجوم، وبث التليفزيون الإيراني بياناً للحرس الثوري اتهم فيه "عناصر أجنبية" بالتورّط في الهجوم على قادته. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية بياناً للقوات المسلحة الإيرانية قال إن منفذي الهجوم إرهابيون يدعمهم الشيطان الأكبر أمريكا وحليفتها بريطانيا". وأضاف البيان سنأخذ بثأرنا في المستقبل غير البعيد. وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني -في خطاب ألقاه في البرلمان وبثه التليفزيون: "نعتبر الهجوم الإرهابي الأخير دليلاً على عداء أمريكا لبلادنا. وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إنه سيمد يده إلى إيران لكن مع هذا العمل الإرهابي لقد أحرق يده". في المقابل أدانت الولاياتالمتحدة التفجير الانتحاري، ونفى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في واشنطن إيان كيلي الاتهامات الإيرانية وقال إنها غير صحيحة بالمرة، ووصف كيلي التفجير بأنه عمل إرهابي وقال إن بلاده تُقدّم تعازيها في الضحايا الأبرياء. وأكد التليفزيون الرسمي الإيراني إن من بين القتلى الجنرال نور علي شوشتاري نائب قائد القوات البرية، وإن عشرات آخرين من قادة الحرس الثوري الإيراني قتلوا وجرحوا في التفجير الذي وقع بمحافظة سيستان بلوشستان، وبين القتلى أيضا الجنرال محمد زاده قائد الحرس الثوري في محافظة سيستان بلوشستان إضافة إلى قائد الحرس الثوري في مدينة إيرانشهر وقائد وحدة أمير المؤمنين. ووقع الهجوم في مدينة بيشين قرب الحدود مع باكستان حين كان ضباط الحرس الثوري يستعدون لعقد ما يُسمى ب"ملتقى الوحدة" بين شيوخ القبائل من السنة والشيعة. وقالت المصادر الإيرانية إن انتحارياً فجّر متفجرات ملفوفة حول جسده عند بوابة قاعة للمؤتمرات في مدينة سرباز، وقالت السلطات الإيرانية إن عدداً من زعماء القبائل كانوا بين القتلى. عن البي بي سي