القدس العربي: غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيويورك الجمعة عائدا إلى إسرائيل عقب اجتماعه بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دون تحقيق أي اختراق في قضية اعمال البناء الاستيطاني، في الوقت الذي اشارت فيه وسائل الاعلام الإسرائيلية الى ان زيارة نتنياهو الى واشنطن الحقت ضررا دبلوماسيا بإسرائيل وقوضت علاقاتها مع الادارة الامريكية . وذكر راديو " سوا" الارميكي ان كلينتون كانت قد عقدت اجتماعا ثنائيا مع نتنياهو لمدة ساعتين قبل أن يتوسع بعد ذلك ليشمل أعضاء الوفدين الأمريكي برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل والإسرائيلي برئاسة يتسحاق مولخو. وجاء في بيان مقتضب بعد المحادثات أن كلينتون ونتنياهو اتفقا على أهمية استمرار المفاوضات المباشرة وأن فريقي العمل الأمريكي والإسرائيلي سيواصلان تعاونهما الوثيق في الأيام المقبلة لتحقيق هذا الهدف. ونقلت صحيفة " القدس العربي" اللندنية عن صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية قولها "ان سلوك وتصريحات نتنياهو خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الحقت ضررا دبلوماسيا باسرائيل وقوضت علاقاتها مع الادارة الامريكية واظهرت نتياهو مرة اخرى كرافض لا يفعل شيئا سوى البحث عن اعذار وتأخيرات لتجنب اتخاذ قرارات". واشارت الصحيفة الى "ان دعوته العلنية للامريكيين لايجاد "تهديد عسكري حقيقي" ضد ايران لم تؤد الا الى كشف الخلافات بينه وبين الادارة، وتصوير اسرائيل كدولة تدعو للحرب وتحاول جر امريكا الى تورط آخر في الشرق الاوسط. ولا عجب في ان اعلان نتنياهو اثار رد فعل رافضا من جانب وزير الدفاع روبرت جيتس". وتابعت "ركز نتنياهو على اصدار تحذيرات بشأن ايران ونزع الشرعية عن اسرائيل، دافعا بعملية السلام الى الهوامش. وبدت رسائله منسقة مع الخطاب الفضائحي الذي القاه وزير الخارجية افيجدور ليبرمان في الجمعية العامة للامم المتحدة". واضافت: "ثم وردت انباء عن مصادقة اسرائيل على خطط كبيرة للبناء في مستوطنة هار حوماه واحياء اخرى في القدسالشرقية. ووجد نتنياهو نفسه مرة اخرى وسط جدل علني مع رئيس الولاياتالمتحدة باراك اوباما واهان نائب الرئيس جو بايدن، بعد وقت قصير على ثناء بايدن عليه بحماسة في خطاب له". واشارت الى انه "نتنياهو ارغم على اجراء محادثات توضيحية مع بايدن، الذي كان قد احرجه في ظروف مشابهة قبل ثمانية شهور فقط مع الاعلان عن خطة البناء في حي رامات شلومو في القدسالشرقية خلال زيارة نائب الرئيس للعاصمة القدس". وتابعت" وفي نهاية الزيارة لمح نتنياهو الى انه سيقبل بتجميد اضافي للبناء في المستوطنات، ولكن في مقابل تلبية طلبات كبيرة. ذلك انه يريد مساعدة امنية امريكية واسعة النطاق، ويريد من كل الدول العربية (عدا عن المملكة العربية السعودية) ان توقع اتفاقات سلام مع اسرائيل في نفس الوقت الذي يوقع فيه الفلسطينيون". وحاول نتنياهو في ما يبدو ان يبين ان انتصار الجمهوريين في الانتخابات النصفية للكونجرس جعلته محصنا ضد ضغوط الادارة وان له اليد العليا في الجدل المتصل بالمستوطنات. وهذه مقاربة قصيرة النظر تعرض مصالح اسرائيل للخطر. واسرائيل تحتاج الى صداقة صامدة مع الولاياتالمتحدة.