قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إنه يجب الرد على خطة اسرائيل لبناء بيوت جديدة على الارض المحتلة باعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. وفي تصعيد للمخاطر التي تحيط بمحادثات السلام المتعثرة التي ترعاها الولاياتالمتحدة قال عريقات ان هذا الاعلان عن خطط البناء يوضح أن اسرائيل تريد المستوطنات لا السلام. وقال في بيان "تحرك اسرائيل الاحادي يستوجب اعترافا دوليا فوريا بالدولة الفلسطينية." ولم يعر المجتمع الدولي الكثير من الاهتمام حين أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية عام 1988 . لكن الرياح السياسية تبدلت وتشعر اسرائيل بقلق حقيقي اليوم من ان يحصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اعتراف. وروج عباس لفكرة "الذهاب الى الاممالمتحدة" لاعلان قيام الدولة كواحد من الخيارات المطروحة في حالة انهيار مفاوضات السلام لكن بعد ان يحصل على موافقة واشنطن. وأعلنت اسرائيل يوم الاثنين عن خطط لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في أراض من الضفة الغربيةالمحتلة ضمتها الى القدس. وذكرت تقارير اخبارية يوم الثلاثاء أنه يجري التخطيط لبناء 800 وحدة أخرى في مستوطنة ارييل في شمال الضفة الغربية. واعلن عن خطط البناء الجديدة بينما يزور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة حاليا للبحث عن سبل لاستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط التي توقفت بسبب قضية بناء المستوطنات. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما أثناء زيارة لاندونيسيا "هذا النوع من النشاط غير مفيد على الاطلاق عندما يتعلق الامر بمفاوضات السلام." وتابع قائلا "أنا أشعر بالقلق من أننا لا نرى أيا من الطرفين يقوم بالجهد المطلوب لتحقيق انفراجة يمكن ان تخلق في نهاية الامر اطارا لاسرائيل امنة تعيش جنبا الى جنب في سلام مع فلسطين ذات سيادة." ورد نتنياهو على الانتقادات الموجهة للمشروع الاسرائيلي الاخير مشيرا الى أن بناء بيوت يهودية في القدسالشرقية العربية استمر في الجولات السابقة من محادثات السلام دون أن يعرقلها. وقال مكتبه في بيان "القدس ليست مستوطنة.. القدس عاصمة دولة اسرائيل." وأضاف البيان "اسرائيل لا ترى صلة بين عملية السلام وسياسة التخطيط والبناء في القدس. الخلافات مع الولاياتالمتحدة بخصوص موضوع القدس معروفة... نتطلع الى التغلب عليها وابقاء المحادثات الدبلوماسية تمضي قدما." ومن المتوقع أن تثير وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الموضوع في اجتماع مع نتنياهو في نيويورك يوم الخميس. وقال بي. جيه كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان البيان الصادر عن مكتب نتنياهو لا يساعد ورفض افتراض البيان عدم وجود صلة بين النشاط الاستيطاني وعملية السلام. وقال كرولي "من الواضح أن هناك احساسا بأنها ملزمة لكلا الطرفين وكنا نصر طوال الوقت على أنهما مسؤولان عن تهيئة الظروف لمفاوضات ناجحة." وأضاف "افتراض أن اعلان كهذا لن يكون له تأثير على الجانب الفلسطيني افتراض غير صحيح على ما اعتقد." وعبرت عن هذه الهواجس الامريكية كل من روسيا وبريطانيا وكاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي التي قالت ان خطة اسرائيل " تتعارض مع جهود المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات المباشرة ويجب العدول عن هذا القرار." وأضافت "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة للسلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا." وتوقفت محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة في سبتمبر ايلول بعد وقت قصير من بدئها بعد ان رفض نتنياهو المطلب الفلسطيني بتمديد تجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. ونظرا لان الاعلان المثير للجدل عن خطط الاسكان الجديدة تم بينما كان نتنياهو في الولاياتالمتحدة قال كرولي "ربما كان الامر أن أحدا ما في اسرائيل قد أفشى ذلك كي يحرج رئيس الوزراء ويقوض عملية (السلام)." وغضبت واشنطن في مارس اذار الماضي عندما أعلن عن خطط للبناء في المستوطنات في توقيت اعتبر أنه يشكل تحديا حيث كان جو بايدن نائب الرئيس الامريكي في زيارة للقدس.