كابول: اعلنت حركة طالبان الافغانية الاثنين انها على استعداد للتعاون مع قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" للتحقيق في مسألة مقتل مدنيين في افغانستان، بعد اتهام الاممالمتحدة للحركة بأنها وراء الجزء الاكبر من الخسائر في ارواح المدنيين. واقترحت طالبان خلال بيان نشرته العديد من المحطات التلفزيونية "تشكيل لجنة تضم ممثلين خاصين من منظمة المؤتمر الاسلامي ووكالات الاممالمتحدة لحقوق الانسان وقوات الحلف الاطلسي وامارة افغانستان الاسلامية". وتكون مهمة اللجنة حسب اقتراح طالبان، "اجراء تحقيقات حول الخسائر المدنية في جميع انحاء البلاد". واضافت قيادة طالبان ان هذه اللجنة ستملك حق دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها. الى ذلك ، اعترفت قيادة حلف شمال الاطلسي "الناتو" بقتل خمسة مدنيين خلال ضربات جوية كانت تستهدف طالبان جنوبافغانستان . وقالت قوات الناتو "القوات الدولية في افغانستان امس الاحد انها تعرضت خلال عملية في منطقة لشكركاه بولاية هلمند لاطلاق نار كثيف من جانب المسلحين وتم طلب مؤازرة جوية لتأمين دعم عسكري". واوضح حلف الاطلسي انه "في وقت لاحق تم القاء اربعة جرحى وثلاثة مدنيين افغان قتلى بالقرب من حاجز تفتيش، وتوفي اثنان من الجرحى". واشار تقرير صادر عن الاممالمتحدة الى ان الاخطاء الناجمة عن الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي، تراجعت بنسبة 64% خلال النصف الاول من العام 2010. وادى تخفيض عدد الضربات الجوية، التزاما بالقرار الصادر عام 2009 عن قائد القوات الدولية والامريكية في افغانستان في حينها الجنرال ستانلي ماكريستال الى تقليص عدد القتلى المدنيين في افغانستان. واصدر القائد الحالي للقوات الامريكية والدولية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس في الاول من اب/اغسطس توجيهات جديدة للقوات الدولية المنتشرة في افغانستان تدعوهم الى "مضاعفة" الجهود لتجنب سقوط قتلى بين المدنيين. في غضون ذلك ، ذكرت بيانات غير رسمية نشرها موقع مستقل معني برصد خسائر الحروب في افغانستان والعراق، ان عدد قتلى القوات الاجنبية في افغانستان تجاوز 2000 منذ بداية الحرب في اواخر 2001. ويقول الموقع ان 2002 جندي قتلوا منذ عام 2001 بينهم 1226 امريكيا. وبلغ اجمالي الخسائر البريطانية 331 في حين أن العدد المتبقي وهو 445 قتيلا من جنسيات دول مختلفة. كما واصيب عدد اكبر من الجنود الاجانب. وهذا العدد يقل عن نصف عدد القتلى في سنوات الحرب السبع في العراق، لكنه يحمل مع ذلك دلالة مهمة مع انسحاب حلفاء بحلف شمال الاطلسي مثل هولندا ومراجعة اخرين لادوارهم المستقبلية. وتمضي القوات الاجنبية بمشاركة القوات الافغانية قدما في عملياتها العسكرية للقضاء على معاقل طالبان المنتشرة في جنوب البلاد.