بعد ساعات من إعلان قائد القوات الأمريكية والدولية فى أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس، تحفظه على موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إن التحالف الدولى فى كابول قد يبدأ نقل بعض الصلاحيات الأمنية إلى القوات الأفغانية اعتبارا من الربيع المقبل، وأوضح فى حديثه لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» أمس أنه «بالنظر إلى التقدم الذى حصل فى وقت أسرع من المتوقع فى مجال تدريب وحدات الجيش الأفغانى، قد تستطيع هذه القوات تحمل مسؤولية الأمن فى المناطق الأقل تعرضا للعنف، للسماح لقوات حلف الأطلسى بالتركيز على العمل فى مناطق أخرى». واستبعد جيتس تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان المقرر أن يبدأ فى يوليو 2011، وكان بترايوس، أعلن أمس الأول أنه يحتفظ بحقه فى أن يقول للرئيس باراك أوباما إنه من المبكر البدء بسحب القوات الأمريكية من هذا البلد. يأتى ذلك فى الوقت الذى بلغ فيه العدد الإجمالى للجنود الأجانب الذين لقوا مصرعهم خلال الحرب فى أفغانستان 2002 جنديا من القوات الدولية المنتشرة فى كابول منذ بدء الهجوم الأمريكى عام 2001، منهم 434 جنديا قتلوا منذ مطلع العام الجارى، بحسب موقع «اى كاجولتيز.ارج». وفى تطور آخر، اقترحت قيادة طالبان فى بيان لها أمس، التعاون مع القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسى (إيساف) للتحقيق فى مسألة المدنيين الذين يقتلون فى أفغانستان، بعد أيام على اتهام الأممالمتحدة هذه الحركة بأنها مسؤولة عن الجزء الأكبر من الخسائر فى أرواح المدنيين. وطرحت الحركة فى البيان تشكيل «لجنة تضم ممثلين خاصين من منظمة المؤتمر الإسلامى ووكالات الأممالمتحدة لحقوق الانسان وقوات الحلف الأطلسى وإمارة أفغانستان الإسلامية»، وتكون مهمتها «إجراء تحقيقات حول الخسائر المدنية فى جميع أنحاء البلاد»، مشبرة إلى أن هذه اللجنة ستملك حق دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها. ومن جانبها، أقرت قيادة حلف شمال الأطلسى بقيام جنودها بقتل 5 مدنيين خلال ضربات جوية كانت تستهدف متمردى طالبان جنوب البلاد. وبحسب الأممالمتحدة، فإن أكثر من 1200 مدنيا قتلوا فى أفغانستان خلال النصف الأول من العام الجارى، فيما يقتل المتمردون مدنيين بواقع سبعة أضعاف أكثر من حصيلة القتلى المدنيين الذين يسقطون فى عمليات القوات الدولية والأفغانية.
