في دراسة جديدة حول التلوث الضوئي، توصل فريق من العلماء إلى أن درجة الإضاءة الموجودة ليلاً في سماء بلدة هولندية تزيد عشرة آلاف مرة عن درجة الإضاءة في السماء المرصعة بالنجوم أعلى مرصد فلكي في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة. ووصفت مجموعة العلماء، التي تضم خبراء من معاهد بحث علمي ألمانية ومتخصصين من تسعة دول أخرى، الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" العلمية المتخصصة بأنها أول تجميع دولي كبير لبيانات بشأن مراقبة التلوث الناجم عن الإضاءة الصناعية للسماء ليلاً أو ما يعرف باسم "وهج السماء". وذكرت الدراسة أن البلدة الهولندية تسمى "شيبلويدن"، أما المرصد المذكور فهو مرصد قمة "كت" الوطني الأمريكي ويقع في منطقة صحراوية على ارتفاع 2096 متراً فوق مستوى سطح البحر، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء "الألمانية". وقال الباحث الألماني فرانز هولكر أحد المشاركين في إعداد الدراسة: "لقد فوجئنا بالفارق البالغ 10 آلاف مرة". وذكر الباحثون أنه في 30 من إجمالي 50 موقعاً شملتها الدراسة، كانت الأضواء الصناعية تضيء السماء بشكل يزيد على ضعف ضوئها الطبيعي، كما وجدوا أن الأضواء الصناعية في ليالي برلين تزيد 300 مرة عنها على جزيرة شيرمونيكوج الهولندية الواقعة في بحر الشمال. وقال رئيس الفريق المعد للدراسة الباحث الألماني كريستوفر كيبا، إن هذا الفرق يزيد كثيراً عما يلاحظ في وضح النهار. وأشار الباحثون إلى أن السحب تلعب دوراً رئيسياً في تحديد "وهج السماء" في المواقع التي تضاء في المقام الأول بشكل اصطناعي. ويقول العلماء إنه رغم الفوائد العائدة على البشر من الإضاءة الصناعية، إلا أن لها "آثار ضارة للغاية" على الحياة البرية والنظم البيئية، مستشهدين بافتقاد إشارات الملاحة الليلية المهمة والتغيرات التي تطرأ على العلاقات بين الكائنات المفترسة وفرائسها. كما أنه من المعتقد أن الأمر يؤثر على السلوك التناسلي. ومع ذلك، قال الباحثون إنه من الممكن تقليل المشكلات. وأشار العلماء إلى أن الإضاءة الصناعية تمر بمرحلة من التغير السريع، ولا سيما الإضاءة الخاصة بشبكة الطرق الممهدة التي يبلغ طولها الإجمالي على مستوى العالم نحو 18 مليون كيلومتر.