توصلت دراسة علمية أمريكية حديثة إلى أن الأضواء المتلألئة فى المدن تزيد من تلوث الهواء، مشيرة إلى أنه يمكن تطبيق هذه النتيجة على أى مدينة غارقة فى الأضواء على الرغم من الدراسة أجريت فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية. وأشار العلماء الأمريكيون فى البحث إلى أن الوهج الذى يرتفع فى السماء من تلك الأضواء يتداخل مع التفاعلات الكيمائية التى فى العادة تساعد فى تنقية الهواء خلال الليل من الأدخنة والغازات المنبعثة من السيارات والمصانع أثناء النهار. وجاء بالدراسة، التى طرحت أمام الاتحاد الأمريكى لعلم الجيوفيزياء الذى اجتمع فى سان فرانسيسكو، أن كل هؤلاء الناس الذاهبين إلى أعمالهم فى المدينة يضعون مزيجاً معقداً من المواد الكيماوية فى الهواء. ومن مدخنة عادم السيارات إلى مداخن المصانع كل هذا يساهم فى تشكيل مزيج من الجزيئات التى تحاول الطبيعة جاهدة تنقيته. وإذا لم تتم عملية التنقية على الوجه الأكمل خلال الليل، يظهر التلوث فى سماء المدينة على هيئة الضباب الدخانى وزيادة مستوى الأوزون، مما يجعل هواء المدينة مصدر إزعاج على الصدر. وقال د. هارالد ستارك من الهيئة القومية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوى، إنه من بين الحلول هو اتباع الإرشادات الصادرة عن المدافعين عن البيئة بجعل السماء صافية، عن طريق توجيه الإضاءة إلى أسفل نحو الأرض لوقف ما يقولون إن الوهج والإضاءة تلطخ النجوم. وطالبت الدراسة بعمل المزيد لوقف تدهور طبقة الأوزون، وذلك بعدة حلول من بينها استخدام اللون الأحمر فى الإضاءة، لأن التفاعلات الكيماوية التى تتم ليلا للتخلص من تأثير العوادم أقل تأثراً باللون الأحمر، إلا أن ستارك شكك فى إمكان تطبيق هذا الحل، لأن السلطات فى أى مدينة لا تريد أن تغرق منظر المدينة باللون الأحمر.
