كشفت أحدث الأبحاث أنه على الرغم من أن مشغلي الطائرات بدون طيار، غالباً ما يكونون بعيداً عن ساحة المعركة، إلا أنهم معرضون أيضاً بشكل كبير لتطوير أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وكان حوالي أكثر من ألف من مشغلي الطائرات بدون طيار في القوات الجوية الأمريكية قد شاركوا في الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد، حيث وجد أن 4,3% منهم شهدوا أعراضاً ما بين معتدلة إلى شديدة من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بالمقارنة ما بين 10 إلى 18% من الأفراد العسكريين العائدين من الانتشار، والذين عادة ما يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة بينهم، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وقال الباحث واين شبيل أستاذ علم النفس السريري بمدرسة السلاح الجوي الأمريكي للطب والفضاء في قاعدة "رايت باترسون" الجوية في دايتون بولاية "أوهايو" إنه على الرغم من أن نسبة مئوية صغيرة لهذه الإصابات، إلا أنه لايزال هناك عدد كبير جداً، وهو شىء نريد أن نأخذه على محمل الجد بحيث نضمن أن هؤلاء الجنود يؤدون عملهم بشكل فعال. وأضاف شبيل أن نسبة مشغلي الطائرات بدون طيار الذين شاركوا في الدراسة ولديهم اضطراب ما بعد الصدمة أقل من النسبة المئوية للأشخاص في الولاياتالمتحدة عامة الذين لديهم الحالة، وهو 8,7%، وفقاً لبيانات صدرت عام 2013 عن "الجمعية الأمريكية للطب النفسي". فقد استكمل مشغلو الطائرات بدون طيار الاستبيانات التي شملت عليها الدراسة، حيث أوضحوا أن من أهم أعراض الاضطرابات ما بعد الصدمة كانت الكوابيس المتكررة، الأفكار الداخلية، فضلاً عن صعوبة في النوم والتركيز. وتوصل الباحثون أن هناك اختلافات جوهرية بين أعراض ما بعد الصدمة بين مشغلي الطائرات بدون طيار والعسكريين، حيث لوحظ أن مشغلي الطائرات الذين عملوا لمدة 25 شهراً أو أكثر لنحو 51 ساعة أسبوعياً، كانوا أكثر تعرضاً للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بالعسكريين في ميدان القتال.