اقترح على أحمد رئيس قطاع الآثار المستردة إنشاء صندوق لاسترداد الآثار المصرية بالشراء، موضحًا أن الإشكالية في موضوع بيع تمثال "سخم كا"، هي قيام متحف ببيع قطعة آثار، فالقطع الأثرية للثقافة وليس الإتجار، ولا يمكن أنه حين يتعرض متحف ما لأزمة مادية أن يقوم ببيع القطع الأثرية، وهو ما أكدت عليه في المذكرة التي خاطبت بها "الأيكوم"، ووزارة الخارجية والمتحف، لأن هذا الأمر يمثل إساءة لمكانة الآثار المصرية. ويستكمل حديثه إلى "محيط" قائلاً، أن التمثال قد بيع أول أمس الخميس في مزاد بلندن نظير 14 مليون جنيه استرليني، وأن الحل الوحيد لإنقاذه كان أن تقوم جهة مصرية بشرائه وهو ما لم يحدث، رغم محاولة إقناع سفارتنا بلندن الجالية المصرية هناك للتدخل، ونظراً لأن وزارة الآثار تعاني من نقص الموارد لم يمكنها التدخل لشراء التمثال. وأشار علي إلى أن متحف "نورثامبتون" عرض التمثال للبيع عام 2012، لكن البيع توقف ولم يحدث، لتعود الأزمة إلى السطح مؤخراً، والتمثال قد خرج في فترة عهد محمد على، ولم يكن هناك قوانين تنظم عمل الآثار، بل مرسوم محمد على لتنظيم عمل الآثار، خرج التمثال في أواخر حكم محمد على، دون وجود شهادات تصدير التي كانت مصاحبة للقطع المصرية التي تخرج من مصر. وأكد أن المشتري للتمثال لم يتم معرفته بعد، فصالة المزادات لم تعلن عن المشتري إلى الآن، قائلاً: من يلوم الوزارة لماذا لم يتدخل هو إذًا لوقف البيع، موضحاً: لم يكن هناك مشاركات من المجتمع المدني، فكيف ألقي اللوم على وزارة ليس لديها دخل؟!. وكشف مدير إدارة الآثار المستردة أنه خلال 6 شهور يمكن استرداد التمثال، وأن وذلك في حال تدخل جهة مصرية لاسترداده وشرائه، إذا دُفع ثمنًا أكبر من القيمة التي بيع بها، مشيرًا إلى احتمالية أن يقوم بشرائه متحف بريطاني آخر للمحافظة على وجود التمثال داخل بريطانيا. يذكر أن متحف "نورثامبتون" أعلن عرض التمثال للبيع في صالة كريستي بدعوي ترميم عدد من المباني الدينية هناك، و"سخم كا" تمثال جنائزي فريد من نوعه يصور كبير الكتبة جالسا يرتدي شعرا مستعارا تم تجعيده بعناية، ومعالم وجهه وجسده منحوتة بمهارة شديدة ومعبرة، وعيناه تنظران قليلا إلى الأسفل، مع أنف قصير وشفاه تبتسم في هدوء، ويرتدي لباسا قصيرا وعاري الصدر بما يبين قوة بنيانه الجسدي ويحمل بين يديه ورقة بردي للكتابة عليها، وعلي جانب التمثال نقشت كثير من العبارات الهيروغليفية، كما توجد بعض النقوش التي تبين موكب احتفالي يضم مجموعة من الرجال وهم يحملون البط والأوز وزهور اللوتس والبخور، ويتقدمهم عجل.