تمسكت العضو العربي في الكنيست البرلمان الإسرائيلي، حنين زعبي، بموقفها الرافض اعتبار اختفاء 3 مستوطنين إسرائيليين بالضفة الغربية بالعمل "الإرهابي" على الرغم من الحملة الإسرائيلية ضدها التي تفاوتت بين دعوتها للاعتذار وبين المطالبة بإبعادها واعتقالها. وقالت زعبي من حزب "التجمع" العربي إن "الحكومة الإسرائيلية، بممارساتها العدوانية الإجرامية، هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن عملية الخطف الأخيرة ، وسياسات القوة والقمع والاحتلال والخطف التي تمثلها هي الإرهاب المركزي والحقيقي في المنطقة، وهي سبب استمرار المعاناة والكوارث وسفك الدماء". وأضافت زعبي في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحزب، اليوم الأربعاء "ما زال خطاب القوة العسكرية، وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، سيد اللعبة، وإسرائيل مستمرة حتى هذه الدقيقة في سياساتها الإجرامية، وفي العقاب الجماعي المضاعف للفلسطينيين تحت احتلالها". وتابعت "إسرائيل اختطفت ممثلين فلسطينيين من القدس وسائر أنحاء الضفة بعملية قرصنة لا قانونية، وهي ما زالت تعلن عن مزيد من القمع وتطلب المزيد من التنسيق الأمني دون أي اعتراف بأن سياساتها هي التي أدت إلى عملية خطف المستوطنين، ودون أن ترى العلاقة بين عملية الخطف هذه وبين خطفها لمئات الأسرى الفلسطينيين في سجونها". وكانت الأحزاب الإسرائيلية ردت بغضب على تصريحات زعبي حيث تفاوتت ردود الفعل بين مطالبتها بالاعتذار وبين المطالبة بطردها واعتقالها. وفي هذا الصدد وجه رئيس المعارضة وزعيم حزب "العمل" الإسرائيلي، يتسحاك هيرتسوغ، رسالة إلى زعبي طالبها فيها بالاعتذار عن تصريحاتها ، وقال، كما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن "هذه التصريحات تمس بالمساعي لإحلال السلام والتعايش بشكل لا يقل عن عمليات تدفيع الثمن كما أنها تسيء لمصلحة الوسط العربي بشكل عام". وعمليات تدفيع الثمن هي اعتداءات يقوم بها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، والمدن العربية داخل إسرائيل. بدوره كتب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" (يمين) على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "ليس فقط الخاطفين هم إرهابيين، وإنما أيضاً حنين زعبي إرهابية، إن مصير الخاطفين وتحريض زعبي الذي يشجع على الاختطاف يجب أن يكون ذاته ". وكان نحو 20 من نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف تظاهروا أمس الثلاثاء، عند مدخل مدينة نتسيريت عيليت، شمالي إسرائيل، بهدف التوجه إلى منزل النائبة حنين زعبي في الناصرة لتسليمها "أمر طرد من البلاد". وكان 3 مستوطنين إسرائيليين اختفوا، مساء الخميس الماضي، من مستوطنة "غوش عتصيون"، بالقرب من محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، حيث لم تعلن أية جهة فلسطينية، مسؤوليتها عن اختطاف هؤلاء المستوطنين، حتى اليوم، لكن نتنياهو حمّل حركة حماس المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة. ومنذ اختفائهم، يشنّ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، اعتقل خلالها أكثر من 200 غالبيتهم قيادات ونشطاء في حركة حماس، على رأسهم رئيس المجلس التشريعي البرلمان عزيز الدويك.